الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

Mohammed bin Saud d. Unknown
50

الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

Editorial

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Número de edición

السنة التاسعة والعشرون. العدد السابع بعد المائة. (١٤١٨/١٤١٩هـ) / (١٩٩٨

Año de publicación

١٩٩٩م

Géneros

وقال ابن كثير: ضمَّن الفعل ههنا معنى (يَهِمُّ) ولهذا عدّاه (بالباء) فقال: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ﴾ أي: يَهِمُّ فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار، وقوله: ﴿بِظُلْمٍ﴾ أي: عامدًا، قاصدًا أنه ظلمٌ، ليس بمُتأولٍ١. وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ ...﴾ الإرادة هنا إرادة تصميم، وإصرار من المريد على ما أراد فعله في المسجد الحرام من أنواع المعاصي والذنوب، وما كان سوى ذلك فهو حديث نفس وخواطر لا يتعلق عليها حكمٌ، وهي مما وضعه الله تعالى عن عباده، قال ﷺ: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت بها أنفسها ما لم تَعْمل أو تتكلم به" ٢. ألا ترى أن من أكره على الكفر، فكفر، لا يكفر لأن قلبه مطمئن بالإيمان، وقد اختصَّ الباري جل وعلا بعلم ما تُخفي الصدور، وربط كل عمل للعباد بما علمه عنهم من نوايا حسنة، أو سيئة. والنية تصحح القول والعمل، ما كان خالصًا لله، وما كان رياءً وسمعة، والثواب والعقاب يُقوَّمَانِ على هذه القاعدة الحكيمة، فلا يُظلم أحد مثقال ذرة، ولا دخل للأهواء والأغراض في القضاء، إذ لا يعلم حقيقة النية إلاَّ الله.

١ انظر تفسيره عند آية (٢٥) من سورة الحج. ٢ رواه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان (٢٠٢ / ١٢٧) باب بيان تجاوز الله تعالى عن حديث النفس (شرح النووي ٢/١٤٧) .

1 / 173