الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

Mohammed bin Saud d. Unknown
29

الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

Editorial

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Número de edición

السنة التاسعة والعشرون. العدد السابع بعد المائة. (١٤١٨/١٤١٩هـ) / (١٩٩٨

Año de publicación

١٩٩٩م

Géneros

من حُرمة البيت الحرام، أكَّد ذلك الرسول ﷺ يوم فتح مكة إذ قال: "إن هذا البلد حرّمهُ الله تعالى يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام بحُرمة الله ﷿ إلى يوم القيامة..." ١. وهو ما يدل على أن هذه البقعة من الأرض محرمة عند الله منذ خلق السموات والأرض، فكان من الأسباب والمسببات بعد ذلك ما جعل من تلك البقعة المباركة موضعًا لبيته الحرام: ﴿إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدىً للعالمين...﴾ [آل عمران/٩٦] . ثم أن الله ﵎ جعل البيت موضعًا يُرجع إليه مرة بعد أخرى قال جلّ ذكره: ﴿وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنًا...﴾ [البقرة/١٢٥] . و(ثاب) الناس: اجتمعوا، وجاءوا٢. وشعر كل من جاور المسجد الحرام - أو هكذا يجب أن يكون - بحرمته، وعظمته، ورضي العيش بمكة - قرية المسجد الحرام - كل من عايش في نفسه حب الخير، وكراهة المعصية، وكان للعبادة في حياته الجانب الأهم. ومنهم من أخذ على نفسه ترويضها على الطاعة، متأثرًا بمن حوله في المجتمع، فأصبح الطابع المميز لأكثر سكان مكة المكرمة الرغبة في الطاعة، والإستزادة من فعل الخيرات، مما أكسبهم محبة غيرهم من الوافدين عليهم، أو بلغته أخبارهم، فأصبح مجتمع مكة مجتمعًا آمنًا كما قال تعالى ممتنا، ومُبكِّتًا لبعض

١ انظر صحيح مسلم كتاب الحج باب تحريم مكة وصيدها (٤٤٥ - ١٣٥٣) . ٢ انظر مادة (ثوب) من الصحاح وغيره.

1 / 152