ويجب أن ينظر في حال رعيته، فيحسن إلى المحسن، ويردع المسيء المجرم، ويكف يد جنده عن ظلم الرعيه والتعدي عليهم.
ولهذا كانت الملوك تتخذ منازلها بمعزل عن منازل الأجناد، ومنازل الاجناد بمعزل عن منازل الرعية، لئلا يتاذى بعضهم ببعضي، ويفع بينهم مخاصمات وشرور بين النساء والصبيان والغلمان. وكذلك يكون لهم جامع مفرد، وحمامات مفردة، ولا يشارك الجند للرعيه في حرفهم ومتاجرهم وزرائعهم فانه إذا كان الجند زراعا والجند تجارا، ضعفت احوال الرعية من عدم التسبب، وضعفت بيوت أموال المسلمين من تحصيل الزكاة وما وجب، ويفسد حال الرعية المتسببين والزراع.
وفي ذلك مما ذكر في فتوح مصر وأفريقية قال حدثنا مسلمة بن عبد الملك(1) عن ابن وهب( عن حبوة بن شريح عن بكر بن عمرو عن عبدالله بن هبيرة: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمر بنادره أن يخرج
Página 96