Efectos de los primeros en la organización de los estados
آثار الأول في ترتيب الدول
Géneros
وينبغي لمجالس الملك أن يكون فيه من التواضع وحسن التأتي والأدب ما يفوق غيره، كما أن الملك يفوق غيره، ولا ينبغى للواقف والجالس فى الخدمة أن يجلس أو يقف إلا في الموضع الذي يعلم أنه يستدنيه منه ولا يقصيه(1)، وإن رأى غيره قد سبق إليه فلا يزاحمه إلا أن يتادب الجالس فيؤثره به ويوصله إلى حقه، فمن أخل بشيء من واجبات الاداب يمهله آمير مجلس حتى يخرج، ثم يعلمه فلا يعود إلى ذلك، وهذا شغل الحاجب، فانه يعرف طبقات الناس ويصلح ما اختل من ادابهم.
وقيل من أراد صحبة الملوك فليدخل كالأعمى وليخرج كالأخرس، فهو طريق السلامة.
وأما أهل الأقاليم فانها تختلف أحوالها في الآداب والسلام والخطاب، فليكن للملوك أرفعها لعلو أقدارهم، وقد اصطلح أهل المشرق في هذه المدد القريبة على أن تكون تحية الملك الخدمة والدعاء دون السلام الذي فيه تكليف الرد والجواب، ثم إن الخدمة تختلف منها ما هو بالاشارة بالرأس والتطامن والبلوغ الى حد الركوع، وما زاد عليه السجود، ولا يجوز السجود لغير الله(2). وبعضهم من يرى النزول من على الدابة وتعفير الوجه على التراب، ولم يكن عند العرب شىء من هذا، وإنما هي رسوم الأعاجم. وأما ملوك المغرب فانهم على الرسم الأول في صذر الإسلام من التحية والسلام وكراهة الخضوع والقيام، وهذا أمر يختص بالأجناد والرعية وأما أهل العلم والدين والنسك فلا يليق بهم ذلك، بل يدخلون وعليهم السكينة والوقار، ويسلمون على السنة، فيرد عليهم الملك أحسن الرد، وكذلك كانت تفعل، ونجده في وصاياهم.
Página 198