Los monumentos de los países y las noticias de los siervos

Zakariya Qazwini d. 682 AH
116

Los monumentos de los países y las noticias de los siervos

آثار البلاد وأخبار العباد

Editorial

دار صادر

Ubicación del editor

بيروت

عليه الرأس المشوي يأمن من وجع الرأس، وكثير من الناس يفعلون ذلك، والله أعلم بصحته. وبها الصفا والمروة وهما جبلان ببطحاء مكة. قيل: ان الصفا اسم رجل والمروة اسم امرأة زنيا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرًا، فوضعا كل واحد على الجبل المسمى باسمه لاعتبار الناس. وجاء في الحديث: ان الدابة التي هي من اشراط الساعة تخرج من الصفا، وكان عبد الله بن عباس يضرب عصاه على الصفا ويقول: إن الدابة لتسمع قرع عصاي هذا. والواقف على الصفا يكون بحذاء الحجر الأسود، والمروة تقابل الصفا. وبها جبل ثور أطحل، وهو جبل مبارك بقرب مكة، يقصده الناس لزيارة الغار الذي كان فيه النبي، ﷺ، مع أبي بكر، حين خرج من مكة مهاجرًا. وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز: إذ أخرجه الذين كفروا الآية يزوره الناس متبركين به. وبها ثبير، وهو جبل عظيم بقرب منى، يقصده الناس زائرين متبركين به لأنه أهبط عليه الكبش الذي جعله الله فداء لإسمعيل، ﵇، وكان قرنه معلقًا على باب الكعبة إلى وقت الغرق قبل المبعث بخمس سنين. رآه كثير من الصحابة ثم ضاع بخراب الكعبة بالغرق. وتقول العرب: أشرق ثبير كيما نغير، إذا أرادوا استعجال الفجر. وبها جبل حراء وهو جبل مبارك على ثلاثة أميال من مكة، يقصده الناس زائرين. وكان النبي، ﵇، قبل أن يأتيه الوحي حبب إليه الخلوة، وكان يأتي غارًا فيه. وأتاه جبرائيل، ﵇، في ذلك الغار، وذكر ان النبي، ﷺ، ارتقى ذروته ومعه نفر من أصحابه فتحرك فقال ﵇: اسكن حرا فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد! فسكن. وبها قدقد، وهو من الجبال التي لا يوصل إلى ذروتها، وفيه معدن البرام يحمل إلى سائر بلاد الدنيا.

1 / 119