166

At-Tuhfa An-Nadiyyah Sharh Al-`Aqeedah Al-Waasitiyyah

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

Editorial

مركز النخب العلمية-القصيم

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

Ubicación del editor

بريدة

Géneros

أما الكفار فلا يرون ربهم مطلقًا، وقال بعض أهل العلم: إنهم يرونه لكن رؤية غضب، لكن عموم قول الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين:١٥] يدل على أنهم لا يرونه مطلقًا، والله أعلم بالصواب.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ ثلاثة أقوال في رؤية الكفار لربهم، فقال: «والأقوال الثلاثة في رؤية الكفار:
أحدها: أن الكفار لا يرون ربهم بحال؛ لا المُظهر للكفر ولا المُسِر له، وهذا قول أكثر العلماء المتأخرين، وعليه يدل عمومُ كلام المتقدمين، وعليه جمهور أصحاب الإمام أحمد وغيرهم.
الثاني: أنه يراه مَن أظهر التوحيد من مؤمني هذه الأمة ومنافقيها وغُبَّرات من أهل الكتاب، وذلك في عرصة القيامة، ثم يحتجب عن المنافقين فلا يرونه بعد ذلك، وهذا قول أبي بكر بن خزيمة من أئمة أهل السنة، وقد ذكر القاضي أبو يَعْلَى نحوه في حديث إتيانه ﷾ لهم في الموقف، في الحديث المشهور.
الثالث: أن الكفار يرونه رؤية تعريف وتعذيب - كاللص إذا رأى السلطان - ثم يحتجب عنهم ليعظُم عذابُهم ويشتد عقابهم، وهذا قول أبي الحسن بن سالم وأصحابِه وقول غيرهم؛ وهم في الأصول مُنتسِبون إلى الإمام أحمد بن حنبل، وإلى سهل بن عبد الله التستري» (^١).

(^١) مجموع الفتاوى (٦/ ٤٨٧ - ٤٨٨).

1 / 171