100

At-Tawhid for Beginners and Youth

التوحيد للناشئة والمبتدئين

Editorial

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٢هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

بمشيئة الله تعالى وقدرته، لقول الله تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الإنسان: ٣٠] (١) ولأن الكون كله مُلك لله تعالى فلا يكون في ملكه شيء بدون علمه ومشيئته. والإيمان بالقدر على ما سبق تقريره لا يمنح العبد حُجّةً على ترك ما أمر الله به أو فِعل ما نهى الله عنه، فمن احتج بالقدر على فعل المعاصي فهذا احتجاج باطل من وجوه: الأول: قال النبي ﷺ: «ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أو من الجنة". فقال رجل من القوم: ألا نتكل يا رسول الله؟ " قال: لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له» (٢) . فأمر النبي ﷺ بالعمل ونهى عن الاتكال على القدر. الثاني: أن الله تعالى أمر العبد ونهاه، ولم يكلفه إلا ما يستطيع، قال الله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: ١٦] (٣) . ولو كان العبد مجبورا على الفعل، لكان مكلفا بما لا يستطيع الخلاص منه، وهذا باطل، ولذلك إذا وقعت منه

(١) سورة الإنسان آية: ٣٠. (٢) أخرجه البخاري ومسلم. (٣) سورة التغابن آية: ١٦.

1 / 105