أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
Editorial
-
Número de edición
-
Géneros
قلل شعر قريش عدم اشتغالها بالحروب "فلم يكن بينهم ثائرة ولم يحاربوا، وذلك الذي قلل شعر عمان وأهل الطائف"١، وعمان والطائف أيضا بلدان تجاريان. ولما أرادت أن تباهي الأنصار ولم يكن لها أيام ولا أشعار جعلت "تزيد في أشعارها"٢. عرف بعض العرب ذلك من أمرها، والبدو يحقرون التجارة بطبعهم ككل الأمم التي تعيش من الغزو والسلب، فصاروا يعيرونهم بها، وطارت لهم أشعار في ذلك؛ منها ما يحقر التجارة نفسها، ومنها ما يقصد إلى قريش مباشرة، وانظر إن شئت قول القائل يريد مكة:
ولا مرتع للعين أو متقنص ... ولكن تجرا والتجارة تحقر
وقول ابن الزبعرى:
ألهى قصيا عن المجد الأساطير ... ...............
............... ... وقولها: رحلت عير أتت عير
ومن هنا كانت استهانة بعض العرب بقريش وعدم الهيبة منها؛ لانكبابها على التجارة وشغلها عن الحروب من دون سائر العرب، عرف ذلك من أمرهم القاصي والداني. جاء في تاريخ الطبري عند كلامه على فتوح سعد بن أبي وقاص قائد الجيوش الإسلامية في العراق، ما يأتي:
١ طبقات الشعراء ص١٠٢. ٢ ص٩٨ المصدر نفسه.
1 / 126