164

Astrology and Astrologers and Their Ruling in Islam

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

Editorial

أضواء السلف،الرياض

Número de edición

الطبعة الثانية

Año de publicación

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

ولم يرد سبحانه أن البروج في داخلها، وإنما أراد سبحانه أنها بقربها وتنسب إليها، وأما وصفه سبحانه للكواكب بأنها زينة للسماء فلا يلزم منه أن تكون ملتصقة بها، ولا دليل على ذلك، بل يصح أن تسمى زينة لها وإن كانت منفصلة عنها، وبينها فضاء كما يزين الإنسان سقفه بالقماش والثريات الكهربائية ونحو ذلك، ومن غير ضرورة إلى إلصاق ذلك به١.
ومما يدل على إمكان الصعود إلى الكواكب –فضلًا عن إمكان اكتشاف ما فيها بالأرصاد والمناظير- قوله تعال فيما أخبر عن الجن: ﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا﴾ ٢، فإن كان الجن قد أمكنهم الصعود إلى السماء حتى لمسوها، وقعدوا منها مقاعد، فكيف يستحيل ذلك على الإنسان، وخصوصًا في هذا العصر الذي تطور فيه الاختراع٣.
ومن هنا يتبين أن القول بعدم إمكان معرفة علم الفلك قول لا يصح، بل إن معرفة ذلك ممكن شرعًا واقع حسًّا ... والله تعالى أعلم.

١ انظر: "الأدلة النقلية والعقلية والحسية إلى إمكان الصعود إلى الكواكب": ص٨-١١.
٢ سورة الجن، الآيتان: ٨-٩.
٣ انظر: "الأدلة النقلية والعقلية والحسية إلى إمكان الصعود إلى الكواكب": ص١٣.

1 / 182