والثاني : إذا فعل ذلك كان عليه لا له ، وكان في طرد وإبعاد وخسران .
والثالث : إذا فعل ذلك كان في غفلة وبطالة وتفريط .
فالأول : يتقلب فيما يتقلب فيه بحكم الطاعة والقربة.
والثاني : يتقلب في ذلك بحكم الخيانة والتعدي ، فإن الله لم يملكه ما ملكه ليستعين به على مخالفته ، فهو جان متعد خائن لله تعالى في نعمه عليه معاقب على التنعم بها في غير طاعته.
والثالث : يتقلب في ذلك ويتناوله بحكم الغفلة والهوى ونهمة النفس وطبعها ، لم يتمتع بذلك ابتغاء رضوان الله تعالى والتقرب إليه ، فهذا خسرانه بين واضح ، إذ عطل أوقات عمره التي لا قيمة لها عن أفضل الأرباح والتجارات .
فدعا الله عباده المؤمنين الموحدين إلى هذه الصلوات الخمس ، رحمة منه بهم ، وهيأ لهم فيها أنواع العبادة ؛ لينال العبد من كل قول وفعل وحركة وسكون حظه من عطاياه.
Página 6