Secretos de los palacios: políticos, históricos, amorosos, literarios
أسرار القصور: سياسية، تاريخية، غرامية، أدبية
Géneros
يا حسن يجب أن تحب شقيقتك، وتضع سعادتها فوق هواك، وأقول لك ذلك لأنك بصنيعك ستجلب ويلا عظيما ... أي سقوط مهرى العزيزة لديك، فإن السلطان قد أكثر من الالتفات إلى عائشة ، وعليه فلا يصح أن يراها بعد الآن ... أفهمت صريحا؟ أريد أن تقترن عائشة في الحال من صلاح الدين، وغدا يتعين هو متصرفا في أحد الأقضية البعيدة، ويؤمر بالسفر العاجل إلى مأموريته. هذه هي إرادتي وأمر شقيقتك.
السلطانة مهرى
ولما وصل السلطان إلى سراي طلمه بغجه استدعى خصيه الخاص، وقال له: التقيت هذه الليلة بفتاة فتانة، وهي التي شاهدتها في طريق بيكلربك مرة أتتذكر ذلك؟ فكيف هي في السراي إذا كانت مخطوبة؟ - نعم، أذكر هذا، وهي من أسرار علي خصي عمة جلالتك السلطانة علية. - وهل هي تخصها؟ - نعم.
وإذا برئيس الخصيان دخل ينتظر أمر السلطان، فأجابه لا أريد أحدا هذا المساء ... ثم قام إلى نافذة، وجلس يفكر في أمره ...
الفصل الحادي عشر
عرس صلاح الدين
وكانت الأعياد والولائم تتوالى احتفالا بالإمبراطورة أوجيني، وصلاح الدين مضطرا لحضورها مقيدا بخدمة الإمبراطورة؛ الوجه منه باسم والقلب كسير.
وفي 13 أكتوبر غادرت الإمبراطورة الأستانة شاخصة بالعز والإقبال إلى مصر لحضور افتتاح برزخ السويس؛ حيث كان إسماعيل باشا خديوي مصر معدا لها ما أدهش العالم بأسره، فطلب صلاح الدين رخصة شهر، فنالها وحاز في أي عمل يقضيه، ورام أولا الانتقام من صديقه حسن بك الذي خان عهده، ونكث وده، وأعاد مليكة فؤاده إلى حماتها، لكنه رأى هذا عمل رعونة وجهل يجلب عليه وعلى والده الشيخ وآله أجمعين الويل والخراب؛ ومن ثم حرمانه الدائم من خطيبته، فرأى أن انتظاره خير وأبقى قائلا رب صدفة خير من ميعاد، ولم يعرف أن شرا أشد هولا كان حائما فوق رأس حبيبته.
وكانت عائشة هانم قد هرعت، فبشرت نعمت هانم بما توقع لها، وبحديثها مع السلطانة مهرى، ووعدها باقترانها بابنها، أما صلاح الدين فلم يصدق شيئا من ذلك الفعل، قال: هذا كذب وخداع من الشركسية، فأي خير ترجوه من إغاظة شقيقها حسن بك؟!
ثم إن عائشة أنفذت في 6 أكتوبر رسولا مخصوصا إلى نعمت هانم تخبرها بأن السلطانة علية قد وهبتها إلى السلطانة مهرى إجابة لطلبها، وأنها ستنتقل إلى سراي جراغان. فقال صلاح الدين: ومن يعلم ما طبخته لنا هذه الشركسية، وإذا كانت لا تريد التعجيل بإزواجها من حسن بك. فقالت له والدته معترضة، ولكنها لم تصرح لها بألا ترضى بسواك بعلا، فلا يجب يا بني إساءة الظن إلى هذا الحد واليأس من رحمة الله، ألا يكفي عائشة أنها تخلصت من نير تلك المرأة القاسية الغليظة القلب، وأصبحت سعيدة آمنة عند مولاة لها تحبها، وقد كانت صديقتها؛ فيجب ألا تكفر بالنعمة فإن الكفر يدعو إلى زوالها، فاقتنع صلاح الدين بكلام والدته، وسر كثيرا لما عرف أن السلطان قد أنفذ حسن بك إلى كريت بمهمة يقضيها، ويضطر بها إلى الإقامة في تلك الجزيرة ستة أشهر، وطار فرحا لما وصل إلى والدته في 10 أكتوبر الكتاب الآتي:
Página desconocida