Asna Matalib
أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب
Investigador
مصطفى عبد القادر عطا
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
حَقِيقَتهَا، وَإِنَّمَا نعتقد أَن لَهُم مزية على غَيرهم من الْمَوْتَى. ثمَّ أَن كثيرا من الصَّالِحين يَقُول: إِنَّه يرى النَّبِي ﷺ يقظة وَلَا يُنكر هَذَا مِنْهُم وَإِنَّمَا هِيَ رُؤْيَة روحانية لَا جسمانية وَلذَلِك يرَاهُ الْبَعْض دون الْبَعْض فِي الْمَكَان الْوَاحِد وَلَو كَانَ بجسمه لرآه كل أحد؛ لِأَن رُؤْيَة الْجِسْم لَا تتَوَقَّف على صَلَاح التَّقْوَى، بل رَآهُ الْكفَّار فِي حيلته ﷺ وشرار الْخلق وخيارهم. وَاعْلَم أَن الشَّيْطَان لَا يُمكنهُ أَن يتَمَثَّل بِصُورَة الْأَنْبِيَاء - عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام - وَهَذَا لطف وكرامة من الله - تَعَالَى - زِيَادَة فِي حفظهم وعصمتهم مِنْهُ حَتَّى لَا يقدر على التشكل بشكلهم فَإِذا أكْرم الله عبدا بِرُؤْيَة رَسُوله ﷺ يقظة يمثل لَهُ نوره الشريف بِصُورَة جِسْمه الْكَرِيم، وَرُبمَا ظَنّه الرَّائِي أَنه الْجِسْم الشريف لغَلَبَة الْحَال. وَمن ذَلِك مَا وَقع لسيدنا الرِّفَاعِي ﵁ حِين زار النَّبِي ﷺ وَأنْشد عِنْد الْحُجْرَة الشَّرِيفَة الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين وهما:
(فِي حَالَة الْبعد روحي كنت أرسلها ... تقبل الأَرْض عني وَهِي نائبتي)
(وَهَذِه دولة الأشباح قد حضرت ... فامدد يَمِينك كي تحظى بهَا شفتي)
فمثلت لَهُ الْيَد الشَّرِيفَة وَقبلهَا وَالْخَبَر الْمَذْكُور مَشْهُور من قبل الإِمَام الْمَذْكُور صلوَات الله وَسَلَامه وتحياته الطَّيِّبَات وَبَرَكَاته على سيدنَا مُحَمَّد وَجَمِيع الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وعَلى آل كل وَصَحبه وعَلى الْأَوْلِيَاء الْكِرَام وَأعَاد علينا وعَلى الْمُسلمين من بركاتهم ونفحاتهم وأمدنا بمددهم وأدام علينا فَضله الْجَمِيل إِلَى يَوْم الدّين حَتَّى نَلْقَاهُ على أحسن حَال وأنعم بَال. وَهَذَا آخر مَا تيَسّر جمعه من كَلَام الْعلمَاء العاملين الَّذين نصروا الشَّرِيعَة الغراء وبينوا الغث من السمين. وَكَانَت الْفَرَاغ من ذَلِك فِي الْيَوْم الثَّالِث من جُمَادَى الأولى سنة ١٢٦٥ من هِجْرَة خَاتم النَّبِيين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين.
1 / 357