Armas nucleares: una muy breve introducción
الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
الردع النووي والحد من التسلح
حين أعلنت الملكة إليزابيث - في نهاية السبعينيات - أن «القوة التدميرية الرهيبة للسلاح النووي قد حفظت العالم من حرب عظمى على مدار الأعوام الخمسة والثلاثين المنصرمة» كانت تعكس رأيا يعتنقه أغلب رجال الدولة إبان حقبة الحرب الباردة، كما اعتنقه العديد من الأكاديميين بالتبعية. ولاحقا، نظر المؤرخ جون لويس جاديس إلى الحرب الباردة التي امتدت لخمس وأربعين عاما بوصفها «فترة السلام الطويل»؛ نظرا لعدم نشوب صراعات مباشرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي خلالها. وقد ذهب جاديس إلى أن هذا كان إنجازا غير مسبوق؛ لأنه «قبل تلك الفترة - وخلا استثناءات قليلة - زادت التحسينات في الأسلحة من تكاليف خوض الحروب دون أن تقلل من نزعة خوضها.» بهذا المعنى، إذن، كانت الثورة النووية أشبه بالزلزال العظيم؛ إذ أطلقت سلسلة من موجات الصدمة شقت طريقها تدريجيا في أرجاء النظام السياسي.
لكن لم يتفق جميع المراقبين على هذا الرأي. فقد اقترح البعض أن الأسلحة النووية كانت «لا صلة لها بالأساس» بعملية حفظ السلام؛ لأنه حتى في غياب هذه الأسلحة الجديدة المدمرة كانت أي حرب عالمية جديدة ستصير مكلفة للغاية بما يمنع أي قيادة رشيدة من الانخراط فيها. وقد أقر مسئول وزارة الخارجية السابق ريموند إل جارثوف بأن وجود الأسلحة النووية في أيدي كلتا القوتين العظميين كان له دون شك «تأثير مقيد رادع». وخلص إلى أنه لو أن الأسلحة النووية لم تكن موجودة «فمن المرجح بدرجة كبيرة أنه لم تكن الولايات المتحدة لتهاجم الاتحاد السوفييتي والعكس بالعكس، وكان من المرجح أيضا - وإن كان بدرجة أقل تأكيدا - أنه لم تكن أيهما لترتكب أفعالا حربية من الاستفزاز بدرجة تتسبب في نشوب حرب شاملة بين القوتين العظميين.»
ثمة احتمال ضعيف أن يتفق الجميع مع الافتراض العام القائل بأن القوة المدمرة للأسلحة النووية حافظت على سلام نسبي بين القوتين العظميين. لكن ثمة استدراك مهم ينبغي وضعه هنا. ففي عام 1985 على سبيل المثال، صرح اللورد كارينجتون - الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) - برأيه في قيمة الردع قائلا: «لا أظن وحسب أن الردع قد نجح، بل أعلم هذا يقينا. فلم تنشب حرب طيلة أربعين عاما ... و[لا] توجد وسيلة أخرى في وقتنا الحالي لحفظ السلام في العالم.» وقد كان يقصد بعبارة «حفظ السلام في العالم» عدم وقوع أي حرب نووية؛ نظرا لأن الدول غير النووية استمرت في شن الحروب التقليدية بحرية، وإن كانت الدول النووية لم تقدم على الأمر بمثل هذه الحرية.
كانت الحروب التي استخدمت فيها الأسلحة التقليدية أمرا شائعا خلال الحرب الباردة، وكان بإمكان الدول غير النووية أن تخوضها دون قيود تذكر، بينما كانت الدول النووية قادرة على خوض حروب تقليدية، لكنها امتنعت عن محاربة بعضها البعض. وقد كشفت دراسات الحالة التي أجريت على صراعات الحرب الباردة عن وجود قاعدتين راسختين غير مكتوبتين؛ الأولى: أنه لا يحق لدولة نووية أن تستخدم القوة العسكرية ضد دولة نووية أخرى، والثانية: أنه حين تستخدم الدولة النووية القوة العسكرية ضد دولة غير نووية فإنه لا يحق لها استخدام الأسلحة النووية ضدها. علاوة على ذلك، لم يكن امتلاك أسلحة نووية يردع الدول غير النووية عن شن الحروب على دول واقعة تحت حماية الدول النووية، وهو ما شهدت عليه الولايات المتحدة في حربي كوريا وفيتنام.
تطور الردع النووي
لم يصبح خطر الأسلحة النووية، وإدراك هذا الخطر، كافيين لخلق حالة الردع والجمود التي سادت الحرب الباردة إلا مع حلول العقد الثاني من العصر النووي. وقد اختار يوجين روبينوفيتش - محرر مجلة «نشرة علماء الذرة» - العام 1956 تاريخا لمولد «عصر الردع»، وأطلق على هذا العام اسم «العام الأول للردع». كما حدد آخرون العام الأول للردع في الأعوام 1954 أو 1955 أو 1957. وقد اختار قاموس «راندم هاوس دكشناري» (طبعة عام 1987) العام 1955 بوصفه عام ظهور الردع النووي، وعرف الردع بأنه: «توزيع الأسلحة النووية بين الدول بحيث لا تقدم دولة على بدء أي هجوم مخافة الرد الانتقامي.» أيضا عرفت هذه الحالة باسم «توازن الرعب»، وهو المسمى الذي صار شهيرا حين ورد على لسان ونستون تشرشل، بيد أنه كان صارخا لدرجة كبيرة صعبت من استيعاب العامة له، أما مصطلح «الردع» فكان أسهل استيعابا.
مراحل تطوير السلاح النووي
مرحلة الأبحاث والتطوير:
وهذه المرحلة قد تستغرق ما بين عام أو اثنين إلى أكثر من عشرة أعوام، وخلال هذه الفترة تستكشف المفاهيم والأوجه التكنولوجية الأساسية.
Página desconocida