Armas nucleares: una muy breve introducción
الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
بالنظر للأمر من منظورنا الحالي، من المثير للدهشة أن القوة الذرية الوحيدة في العالم - الولايات المتحدة - لم تقدم على تحركات أكثر حزما لمنع غيرها من الدول من تطوير القنبلة الذرية. لا يعني هذا أن فكرة الحرب الوقائية لم تخضع للنقاش؛ إذ خضعت بالفعل لنقاش مطول داخل دوائر سرية. وقد ذهب البعض إلى أن الولايات المتحدة قد أضاعت المزية التي كانت تتمتع بها، وأن مصدر القوة العسكرية الأمريكية الأعظم قد أضيع هباء، وهو قرار كان يمكن أن يكون له تبعات كارثية. وقد كتب جيمس فورستال في أواخر عام 1947 يقول إن السنوات المتبقية من عمر الاحتكار - مهما امتد عمر الاحتكار - ستكون هي «سنوات الفرصة». ومنذ وقت مبكر يرجع إلى يناير عام 1946 قال الجنرال ليزلي جروفز - القائد العسكري لمشروع مانهاتن: «إذا كنا واقعيين أشد الواقعية، فلن نسمح لأي قوة خارجية لا تربطنا بها علاقة تحالف وثيق ... بأن تصنع أسلحة ذرية أو تمتلكها. وإذا بدأت دولة كتلك في تصنيع الأسلحة الذرية فسندمر قدرتها على تصنيعها قبل أن تتقدم على نحو كاف بحيث تمثل تهديدا لنا.» ومع هذا، لم تتبن الولايات المتحدة أي استراتيجية للحرب الوقائية، ولم يدعم أكثر المسئولين الحكوميين نفوذا الفكرة.
شاع هاجس السوء بين ظهراني دوائر صناعة السياسات حيال ما يمكن أن يفعله السوفييت لو أنهم امتلكوا القنبلة، وهو ما أدى إلى نطاق واسع من التوصيات. كان الحديث عن الحرب الوقائية مثيرا للجدل، وقد حمل مسحة من الاهتمام وصلت ذروتها في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، بيد أن هذا الاهتمام سرعان ما خبا وسط الثورة النووية الحرارية للرءوس الحربية الهيدروجينية والصواريخ البالستية بعيدة المدى.
ورغم الفتور الواضح الذي قابل به الجمهور الأمريكي فكرة الحرب الوقائية - إذ أظهرت استطلاعات عدة للرأي في أوائل الخمسينيات أن نسبة المؤيدين للحرب الوقائية ضد السوفييت تتراوح بين 10 إلى 15 بالمائة - فإن فكرة شن حرب على السوفييت قبل أن يتمكن ستالين من بناء ترسانته الذرية الكبيرة تمتعت بدعم عريض على نحو لافت، وإن كان بمنأى عن الدعاية - في الأوساط الرسمية في واشنطن - وكانت موسكو على علم بذلك. وكان هذا في جزء منه أمرا متوقعا.
كانت القوات الجوية ومؤسسة راند منبع فكرة الحرب الوقائية، وظلا مؤيدين لها لفترة طويلة بعد رفضها في الدوائر الأخرى. لكن في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، حين كانت نافذة الفرصة لا تزال موجودة، جاء دعم الحرب الوقائية من مصادر أقل ترجيحا. فقد نقل عن عالم الذرة الكبير ليو زيلارد دعمه للحرب الوقائية منذ وقت مبكر يعود إلى أكتوبر 1945. كما وجد جورج كينان وزميله المختص بالشأن السوفييتي بوزارة الخارجية تشارلز بولن - وكلاهما من المعتدلين فيما يخص السياسة العسكرية للحرب الباردة - أن منطق الحرب الوقائية له وجاهته.
أدى عدد من الأسباب إلى عدم انتصار ذلك الرأي. بادئ ذا بدء، كان الأمر راجعا إلى طبيعة الشخصية الوطنية؛ فلم تكن الولايات المتحدة معتادة على شن الحروب. فبعد تلقيها الضربة الأولى على صورة هجوم مباغت في بيرل هاربر، وضع صانعو السياسات - والجمهور الأمريكي - السياسة الخارجية الأمريكية موضع إكبار. ورغم أن الولايات المتحدة احتفظت لنفسها بالحق في اتخاذ فعل عسكري وقائي، فإن تنفيذ ذلك على أرض الواقع كان عليه أن يتغلب على قناعات قومية عميقة مفادها أن شن الحروب ليس بالسبيل الأفضل للتصرف على الساحة الدولية.
الأهم من ذلك هو الشك في أن الحرب الوقائية ضد الاتحاد السوفييتي من شأنها أن تحقق نجاحا. لقد وضعت عملية التسريح التي أعقبت الحرب قيودا شديدة على القدرات العسكرية الأمريكية، ولم يكن الحلفاء في أوروبا الغربية في موضع يمكنهم من تقديم أي إسهام عسكري ذي معنى. وسيكون الطريق ممهدا أمام الجيش الأحمر السوفييتي - الذي حافظ ستالين عليه بأعداد ضخمة بوصفه وسيلته الخاصة في «الردع» - حتى القنال الإنجليزي. هذا بدوره أثار سؤالين؛ أولهما: كي تكون الحرب الوقائية فعالة، هل ستحتاج ما هو أكثر من ضربات جوية بالقنابل الذرية؟ والثاني: ألن تكون الولايات المتحدة مضطرة لإرسال قوات أرضية لاحتلال أراض في قلب روسيا؟ كانت الحقيقة الواضحة أن الولايات المتحدة لم تكن قادرة على شن حرب وقائية ضد الاتحاد السوفييتي لمنع القنبلة الشيوعية ولا ميالة لذلك.
قرار القنبلة الهيدروجينية
من الجلي أن موسكو لم تشعر بالترويع بسبب الاحتكار الذري الأمريكي. أما الآن وقد تحطم هذا الاحتكار، بات العديد من المراقبين مقتنعين بأن السوفييت سيصيرون أشد خطورة. وقد أدركت المصادر المطلعة - ومن بينها مجتمع الاستخبارات - أن الاتحاد السوفييتي سيستغرق بعض الوقت حتى يطور مخزونا قابلا للاستخدام من القنابل الذرية؛ إذ كان السوفييت يملكون بحلول عام 1950 نحو 5 قنابل ذرية مقارنة ب 369 قنبلة تملكها الولايات المتحدة. كان أمام الولايات المتحدة طريقان؛ الأول هو استغلال الفرصة والضغط من أجل نزع سلاح الطرفين. كان السوفييت قد عارضوا الجهود المبكرة للسيطرة الدولية على الأسلحة الذرية على أساس أن هذا سيسلبهم الحق في تطوير قدراتهم الذرية بينما ستظل الولايات المتحدة محتفظة بترسانتها. أما الآن وقد صارت القوتان تملكان القنبلة الذرية، فسيكون الأمر في حقيقته عملية تضحية متبادلة. أما الطريق الثاني فكان الانخراط في منافسة وسباق تسلح شاملين. ولعدد من الأسباب - أغلبها نابع من عقلية الحرب الباردة - اختارت الإدارة الأمريكية الطريق الثاني. وكانت تلك نقطة فاصلة.
ومع هذا، استمر الصقور داخل الحكومة الأمريكية في الضغط من أجل تنفيذ أهدافهم. كان جيمس فورستال قد شكا طويلا من أن أسقف الميزانية المنخفضة التي فرضتها إدارة الرئيس ترومان كانت تفرض وجود «استراتيجية في حدها الأدنى، لا استراتيجية ملائمة». وقد كان خلفه، لويس جونسون، ميالا من الناحية الأيديولوجية نحو الانضباط المالي، ولم يكن يميل إلى تحدي توجيهات الميزانية التي يحددها له القائد الأعلى. لكن بسبب سلسلة من إخفاقات الحرب الباردة - وخصوصا الاختبار الذري السوفييتي و«خسارة» الصين لصالح حزب ماو تسي تونج الشيوعي، وكلاهما حدث عام 1949 - أجبرت الضغوط السياسية ترومان في نهاية المطاف على إعادة النظر في الإنفاق الدفاعي والاستراتيجية التي تتماشى معه. وبنهاية هذه العملية، زاد الإنفاق الدفاعي بنسبة 458٪ بنهاية عام 1952 المالي مقارنة بميزانية عام 1951 المالي، وارتفع عدد القوة العاملة في وزارة الدفاع من نحو 2,2 مليون عام 1951 إلى نحو 5 ملايين.
خلال شتاء 1949-1950، استعر نقاش عالي السرية في الدوائر العلمية ودوائر وزارة الدفاع حول إمكانية الاستمرار في جيل جديد من الأسلحة يستغل الطاقة المنطلقة عند اندماج ذرات الهيدروجين، وليس الانشطار الذري كما الحال في القنبلة الذرية. حمل هذا النوع الجديد من القنابل على نحو غير رسمي اسم القنبلة «الخارقة»، في إشارة إلى قدرته الفائقة مقارنة بالقوة التفجيرية للقنبلة الذرية، كما حمل عدة أسماء أخرى مثل القنبلة الهيدروجينية أو القنبلة النووية الحرارية، أو القنبلة النووية وحسب. أجريت الأبحاث الأولية على هذا السلاح داخل مشروع مانهاتن على يد فريق من العلماء بقيادة الفيزيائي إدوارد تيلر. لكن مع انعدام الأمل في تحقيق نجاح فوري وتقلص الميزانيات العسكرية في ظل البيئة الاقتصادية لما بعد الحرب، توقفت الأبحاث. واستنادا إلى بيانات نظرية، تنبأ تيلر بأن القنبلة الهيدروجينية ستفوق في قوتها قنبلة هيروشيما بمئات المرات، وستكون قادرة على تدمير مساحة قدرها مئات من الأميال المربعة، مع انتشار أكبر للإشعاع.
Página desconocida