ومنها: التقاء النبي صلى الله عليه وسلم وسؤاله [إياه] عما يرى، وأنه خبأ له الدخ، وغير ذلك مما تضمنته الأخبار الدالة على وجوده في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ثم بقاءه بعد النبي صلى الله عليه وسلم وغزوه مع المسلمين وحجه، واعتماره، وتزوجه بالمدينة، وولد له بها وفي ذلك قصص له مع أبي سعيد الخدري، ومع ابن عمر رضي الله عنهما وكان هو يتبرأ من ذلك إذا بلغه أن الناس يرمونه (بأنه) الدجال.
ويستدل بأنه غيره بالأمور التي هو متصف بها إذ ذاك مما يخالف صفات الدجال، لكن ظهرت عليه مخايل تنبئ على صدق فراستهم فيه، حتى أنه كان يرمز أحيان ويكاد يصرح بأنه هو، ولذلك كان جماعة من الصحابة [رضي الله عنهم] يجزمون بأنه هو، كما في الصحيحين عن عمر، وعن جابر [رضي الله عنهما].
وأخرج الإمام أحمد من حديث أبي ذر [رضي الله عنه] قال: لأن أحلف عشر مرار أن ابن صياد هو الدجال، أحب إلى من أن أحلف أنه ليس به. وسنده صحيح.
Página 34