88

Ashrat al-Sa'a - Al-Wabil

أشراط الساعة - الوابل

Editorial

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

الّتي نصَّ عليها رسول الله ﷺ؛ كموقعة صفين، وظهور الخوارج، وسأتكلم بإيجاز عن بعض الفتن العظيمة الّتي كانت سببًا في تفريق المسلمين، وظهور الشرَّ العظيم.
ب - مقتل عثمان بن عفان ﵁:
لقد كان ظهور الفتن في عهد الصّحابة ﵃ بعد مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب ﵁؛ فإنّه كان بابًا مغلقًا دون الفتن، فلما قُتِلَ ﵁، ظهرت الفتن العظيمة، وظهر دُعاتُها ممَّن لم يتمكَّن الإِيمان من قلبه، وممَّن كان من المنافقين الذين يُظْهِرون للناس الخير، ويُبْطِنون الشر والكيد لهذا الدين.
ففي "الصحيحين" عن حُذيفة ﵁ أن عمر بن الخطّاب ﵁؛ قال: أيكم يحفظ قول رسول الله ﷺ في الفتنة؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ كما قال. قال: هاتِ؛ إنك لجريء. قال رسول الله ﷺ: "فتنةُ الرَّجل في أهله وماله وجاره تكفِّرها الصّلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". قال: ليست هذه، ولكن الّتي تموجُ كموجِ البحر. قال: يا أمير المؤمنين! لا بأس عليك منها، إن بينك وبينها بابًا مغلقًا. قال: يُفتح الباب أو يُكْسر؟ قال: لا، بل يُكْسَر. قال: ذلك أحرى أن لا يغلق. قلنا: عُلِمَ الباب؟ قال: نعم؛ كما أن دون غَدٍ اللَّيلة، إنِّي حدثتُه حديثًا ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأله، وأمرنا مسروقًا، فسأله، فقال: مَنْ الباب؟ قال: عمر (^١).

(^١) "صحيح البخاريّ"، كتاب المناقب، باب علامات النبوة، (٦/ ٦٠٣ - ٦٠٤ =

1 / 96