Los discursos más famosos y los oradores más célebres
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
Géneros
كان العبيد السود يؤلفون الثمن من سكان هذه البلاد ولم يكونوا متوزعين بالتساوي في أنحائها وإنما كانوا يسكنون الجنوب، ومن هؤلاء العبيد كانت تنتفع أناس منفعة خاصة عظيمة، وكلنا كنا نعرف أن هذه المنفعة ستثير الحرب، وكان الثائرون الداعون إلى تمزيق وحدة الأمة يقصدون إلى تقوية هذه المنفعة وتخليدها ومد شبكتها ولم يكن قصد الحكومة إلا تحديد هذه المنفعة وقصرها على مكانها دون أن تتسع دائرتها إلى ولايات أخرى، ولم يكن أحد الحزبين يتوقع أن تبلغ الحرب هذا المدى أو تطول إلى هذه المدة، كما لم يكن أحدهما يتوقع حسم النزاع والاتفاق قبلما تعرف نتيجة الحرب، فكان كلاهما ينتظر انتصارا سهلا أهون في النتائج وأقل في الروعة، فكلاهما يقرأ إنجيلا واحدا ويصلي لإله واحد، وكلاهما يدعو الله أن يعينه على خصمه! وربما يتراءى لكم من الغريب أن يدعو إنسان ربه لكي يؤيده في انتزاع الخبز من عرق جبين الآخرين ولكن لنترك الحكم على الناس حتى لا يحكم علينا. ولم يستجب الله لدعوات أحد الحزبين استجابة تامة لأن للخالق مقاصد لا ندركها.
وإذا نحن اعتقدنا أن هذا الرق الأفريقي هو أحد تلك الذنوب التي قدر الله حدوثها في وقت ما، وأن هذا الوقت قد انقضى بحكم الله وأن عنايته الإلهية قد قضت بأن يزيل هذا الذنب وأنه قد أوجد هذه الحرب الهائلة لهذا القصد، فهل نجد في هذا مخالفة للصفات الإلهية التي يؤمن المؤمنون بوجودها في الله؟
وإنا لنرجو الرجاء كله ونصلي الصلوات الحارة لكي تنتهي هذه الحرب العتيدة وتزول بليتها عنا، ولكن إذا كانت إرادة الله قد قضت بأن تستمر هذه الحرب حتى تأكل الأموال التي تكدست من كد العبيد كدا غير مكافأ مدة مائتي وخمسين عاما وحتى يأخذ السيف من دم سادة العبيد مقدار ما أخذه هؤلاء بالسوط من دم عبيدهم كما قيل منذ ثلاثة آلاف عام فيجب أن نقول إن إرادة الله هي الإرادة الصادقة وهي الإرادة الحقة.
فلنجاهد في إنهاء هذا العمل الذي نحن فيه وصدورنا خلو من النيات السيئة نحو الناس وقلوبنا تفيض بالتسامح نحو الجميع ثابتين في الحق كما يرشدنا إليه الله حتى نضمد جراح الأمة. وعلينا أن نعنى بذلك الذي اصطلى بنار الحرب ونعنى بمن تركه من الأيامى والميتمين، وأن نعمل كل ما يهيئ لنا صلحا دائما بيننا وبين جميع العالم. (14) خطبة لكافور
كان كافور (1810-1861) من عظماء ساسة القرن التاسع عشر؛ فقد أسس دولة إيطاليا الحديثة وتوج عليها الملك فكتور عمانوئيل فكان لمملكة إيطاليا بمقام أبي مسلم الخراساني للدولة العباسية، ولكنه لم يجز على فضله جزاء سنمار كما كوفئ أبو مسلم. ومات بعيد إتمام عمله بشهور مذكورا من بني وطنه بالفضل والحمد. وهذه الخطبة التالية ألقاها يناشد فيها قومه بأن يجعلوا رومية عاصمة الدولة الجديدة، قال:
يجب أن تكون رومية عاصمة إيطاليا إذ ليس هناك حل للمسألة الرومانية ما لم توافق إيطاليا أوروبا على هذا المبدأ، وإذا كان هناك من يتوهم أن إيطاليا المتحدة يمكن أن تعيش وتدوم دون أن تكون رومية عاصمتها فإني أصرح بأن المسألة الرومانية تبقى مع ذلك صعبة الحل إن لم يكن حلها عندئذ محالا، ولعلكم تسألونني عن السبب في تشبثنا بحقنا أو بواجبنا في جعل رومية عاصمة إيطاليا المتحدة؟ ذلك لأنه إذا لم تكن رومية عاصمة إيطاليا فوجود مملكة إيطاليا لن يتحقق، وهذه حقيقة يشعر بها الإيطاليون شعورا غريزيا ويؤكدها جميع الذين يزنون المسائل الإيطالية من الأجانب بميزان الحق والنزاهة، وهي حقيقة لا تحتاج إلى إيضاح لأن الأمة بأجمعها تقول بها وتناصرها.
ومع ذلك، أيها السادة، فهذه الحقيقة يدعمها برهان بسيط، وذلك أن إيطاليا لا تزال في حاجة إلى عمل أشياء عديدة قبلما تستقيم على قاعدة ثابتة وأمامها عديد من المسائل التي أوجدها اتحادها الجديد، والتي تحتاج إلى حل سريع وأمامها من العراقيل التي أوجدتها التقاليد التليدة ما يحتاج إلى التمهيد؛ تحقيقا لهذا المشروع العظيم. ومن الضروري لكي ينجح مشروعنا ألا يكون هناك سبب للشقاق والقطيعة، وما دامت مسألة العاصمة لا تزال باقية معلقة فإن الخلاف والشقاق سيستمران بين الولايات الإيطالية.
ومن السهل أن نعرف السبب الذي من أجله يقترح البعض من ذوي الثقافة والنبوغ والنية الحسنة أن تكون العاصمة مدينة أخرى غير رومية مستندين في ذلك إلى اعتبارات فنية أو تاريخية أو غير ذلك. والكلام في هذا الشأن ممكن الآن ولكن لو كانت رومية هي العاصمة لما استطاع أحد أن يناقش في الموضوع، وحتى أولئك الذين يعارضون في اتخاذ رومية عاصمة الآن لن يعارضوا إذا رأوا أن الفكرة قد تحققت، فالوسيلة لحسم النزاع والشقاق بيننا لا يكون إلا بإعلان رومية عاصمة لإيطاليا.
ومما يسوءني أن أرى ناسا من الممتازين بالرفعة والنبوغ ومن ذوي المآثر في الاتحاد الإيطالي يجرون هذه المسألة إلى مناقشاتهم فيحاج بعضهم بعضا بحجج الأطفال.
إن مسألة العاصمة أيها السادة ليست من المسائل التي ينظر فيها إلى الاعتبارات المناخية أو الجغرافية أو الحربية، ولو كان لهذه الأشياء شأن لما كانت لندن عاصمة إنجلترا ولما كانت باريس عاصمة فرنسا. كلا، إنما تنتخب العاصمة لاعتبارات أدبية، ومشيئة الأمة هي التي يجب أن تكون الفاصلة في موضوع كهذا يلصق بها أشد الالتصاق.
Página desconocida