Los discursos más famosos y los oradores más célebres
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
Géneros
ولكن الطبيعة بأجمعها تثبت مهارة صانعها التي لا نهاية لها، وأقول إن الصدفة؛ أي تتابع الحوادث تتابعا لا إرادة فيه، ليست هي أصل كل ما نرى، وحق علينا هنا أن نستشهد بأحد أمثلة القدماء.
من يستطيع أن يقول إن إلياذة هوميروس لم يؤلفها شاعر فحل وإنما هي حروف الهجاء وضعت معا دون أن ترتب، فحدث صدفة واتفاقا أنها رتبت كل منها في مكانه بحيث صار منها نظم مختلف القوافي ومعان تلون الأشياء بأشرف الألوان وأجملها، فنرى فيها الأشخاص كالطبيعة لكل منهم خلق وروح؟ فمهما تمحل أي إنسان فإنه لن يستطيع أن يقنع أحدا ذا حواس سليمة بأن الإلياذة ليس لها مؤلف وأن الصدفة هي التي أوجدتها، فكيف يعتقد إذن إنسان ذو عقل أن الكون وهو من حيث العمل أعجب من الإلياذة ليس له صانع وأنه وجد بالصدفة والاتفاق. (7) خطبة لكرومويل
كان كرومويل (1599-1686) زعيم الثورة الإنجليزية على الملك تشارلس الأول ملك إنجلترا. وكان هذا الملك قد نزع إلى الاستبداد وألغى البرلمان وأقفل أبوابه وطرد النواب، فألف كرومويل جيشا وطارده حتى هزمه وأسره، وتألفت محكمة لمحاكمته فأدانته وحكمت عليه بالإعدام، وأعدم فعلا وصار اسمه عبرة لكل خائن من الملوك يستهين بدستور بلاده.
وصار كرومويل حاكم البلاد ودعي باسم «المولى الحامي»، قال كارليل عن خطبه «إنها تفوق ما يعتقده الإنسان في مخالفتها للخطب وفي عدم جريها على أساليب الخطابة أو في ترتيب الأفكار ترتيبا منطقيا ... ولكن مضى زمن كان لهذه الخطب في إنجلترا شأن لا يقل عن شأن خطب ديموستينيس المصقولة في أثينا.»
وقد ألقى الخطبة التالية ردا على ما اقترحه عليه البعض من أن يلقب نفسه بلقب الملوكية، قال:
سأقول الآن شيئا عن نفسي، وإني أجهر بضميري وهو أني لست ممن يحفل بالألفاظ أو الأسماء أو ما إلى ذلك، وليس أمامي نهج واضح ولكن عندي كلمة الله التي آمل أن تكون معي على الدوام والتي هي قوام ضميري ومعول علمي ونبراس طريقي. وإذا كان حقا أن الناس قد تقتادهم العناية الإلهية إلى الطرق المظلمة فليس لأحد أن يعترض عليهم؛ إذ من من الناس يرضى أن يسير في الظلام؟ ولكن لله تدابير فإذا شاء إنسان أن يعزو إلى العناية الإلهية جنونه وعمى قلبه فعليه خطيئته ... والحق أن عناية الله قد نبذت لقب الملوكية ولم يكن هذا عن نزق أو عن هوى طارئ من الأمة، كلا، إنما هو عن روية وتدبر لا يطلب من أمة كائنة من كانت أكثر منهما. إنه نتيجة حرب أهلية دامت عشر أو اثنتي عشرة سنة سفك فيها كثير من الدماء. ولست أماري الآن في عدالة هذه الحرب ولست أحتاج إلى أن أخبركم عن رأيي فيما لو عادت الحال التي دعت إليها، ولكن إذا كان هذا مما يمارى فيه فما يقوله الإنسان عندما يجد أن الله في صرامة حكمه قد استأصل عائلة بأكملها وأقصاهم عن البلاد لأسباب يعلمها هو جلت قدرته؟ بل إنه ختم الحرب بأن استأصل أيضا الاسم واللقب.
إني أنا لم أفعل هذا ولم يفعله أولئك الذين طلبوا إلي أن أتقلد مقاليد الحكومة التي أرأسها الآن، فإن البرلمان هو الذي فعل ذلك، وكانت لله بصيرة في قمع العائلة ومحو اللقب، وكما قلت لكم لقد محا البرلمان هذا اللقب ونبذه وبقي منبوذا إلى يومنا هذا ...
وإني أرجو إليكم ألا تظنوا أني أقول هذا برهانا على شيء ما! كلا، إن الله أراد أن يجزي الشخص والعائلة ففعل بل محا اللقب أيضا. والآن ماذا يقول إنسان يرى حكم الله هذا ويتأمل فيه ويرى هذا اللقب معفرا في التراب؟ أقول إني الآن في مثل هذا المقام، إن في هذا لعبرة ينفعل منها رجل ضعيف مثلي وقد تترك أثرا كبيرا فيمن هم أضعف مني؛ ولهذا فإني لا أبتغي أن أقيم ما هدمه الله ودفنه في التراب، كلا إني لن أبني أريحا مرة أخرى ...
وليس عندي أزيد مما قلته. وقد أشرت إليكم في أول مقالي إلى هذه النهاية التي انتهيت إليكم بها عندما أوضحت لكم الطريق الذي سأسلكه في هذه الخطبة. ويمكنني أن أقول إنه ليس من مصلحتي ولا من مصلحة الخدمة التي أحمل أعباءها أن أدلي بجميع الحجج على عدم منفعة مقترحكم أو فائدته للقيام بتأدية أعمالنا، أقول إنه ليس من المناسب أن أجهر بجميع الأفكار التي تختلجني عن نقطة الأمن في هذا الموضوع، ولكني أدعو الله أن يوفقكم إلى ما فيه إنفاذ إرادته، وهذا في الختام هو ما يمكنني أن أقوله عن نفسي. (8) خطبة لمارات
زعماء الثورة الفرنسية أشبه شيء، بقصابين منهم بأدباء أو سياسيين فديدنهم وهجيراهم القتل وسفك الدماء. وكان مارات (1743-1793) أكثر هؤلاء الزعماء حضا للناس على التقتيل وإعدام النفوس. وكان له شريكان في ارتكاب هذه المآثم باسم القانون وهما دانتون وروبسيير. ولما ضج الناس من كثرة الدماء التي كان يلغ فيها مارات كثرت الشكوك حوله وقصدت إليه فتاة تدعى شرلوط كوردي فقتلته وهو يستنقع في الحمام.
Página desconocida