Los discursos más famosos y los oradores más célebres
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
Géneros
قال القديس برنار يحض الأوروبيين على حرب المسلمين:
لا مناص لكم من أن تعرفوا أننا نعيش في عصر العقاب والدمار، فإن عدو البشر قد نفخ على جميع أنحاء العالم هبوات الفساد فإننا لا نرى سوى الشرور التي لا يعاقب عليها أحد، ولم يعد لقوانين الناس أو قوانين الدين قوة تكفي لوقف انحطاط الآداب أو منع الأشرار من التغلب، فلقد تبوأت الهرطقة كراسي الحق وأرسل الله لعنته على الأماكن المقدسة، وأنتم أيها المستمعون لكلماتي سارعوا إلى تهدئة غضب الله، ولكن لا تسألوه أن يستجيب لكم عن ظلامات كاذبة ولا تلبسوا الخيش وإنما تأبطوا تروسكم فإن صليل السيوف وأخطار الحروب وكفاحها ومتاعبها هي الكفارات التي يطلبها الله منكم، فكفروا عن خطاياكم بما تنالونه من الانتصارات على الأعداء، واجعلوا خلاص الأماكن المقدسة مكافأة لكم على توبتكم.
من منكم لا يمتشق حسامه إذا قيل لكم إن العدو قد غزا بلادكم وأوطانكم وأرضكم، وأنه قد سبى زوجاتكم وبناتكم وتناول بالرجس معابدكم؟! إن هذه الرزايا وأكبر منها قد وقعت بإخوانكم وبأسرة يسوع المسيح التي هي أسرتكم، فلم تترددون في حسم هذه الشرور ولم لا تنتقمون لهذه الفظائع؟ هل تتركون هؤلاء الأعداء هادئين ينظرون ويتأملون ما يرتكبونه من المآثم في المسيحيين؟ اذكروا أن انتصارهم سيكون موضوع حزن جميع العصور وسيكون للأجيال الحاضرة فضيحة أبدية لا تمحى. أجل، إن الله الحي قد كلفني أن أعلن لكم أنه سيعاقب أولئك الذين لم ينصروه على أعدائه، فإلى الحرب، هلموا إليها! وليؤنس قلوبكم غضب مقدس واجعلوا العالم المسيحي بأجمعه يتجاوب هذه الكلمات التي فاه بها النبي: «ملعون من لا يلطخ سيفه بالدم.» وإذا كان الله يدعوكم إلى الدفاع عن ميراثه فليس ذلك لأن يده قد فقدت قوتها، أليس في مقدوره أن يرسل اثني عشر جيشا من الملائكة أو يفوه بكلمة فيذهب أعداؤه هباء؟ ولكن الله نظر في أبناء البشر وأراد أن يفتح لهم الطريق على رحمته فقد أراكم تباشير صباح يوم الأمان بأن هيأ لكم الانتقام لمجده ولاسمه.
أيها المجاهدون المسيحيون، إن الذي وهبكم حياته يطلب منكم حياتكم، وهذه المعارك جديرة بكم لأنكم تنالون المجد إذا انتصرتم والنفع إذا هلكتم. أيها الفرسان البواسل، يا حماة الصليب الأجواد، اذكروا مثال آبائكم الذين فتحوا أورشليم والذين قد رقمت أسماؤهم في السماء فانبذوا ما يفنى واجمعوا ما لا يفنى وافتحوا ملكوتا لا نهاية له. (5) خطبة لبوسويه
كان بوسويه (1627-1704) من خطباء فرنسا المعدودين في عهد لويس الرابع عشر وكان قد نصب نفسه للدفاع عن الكاثوليكية فكانت أكثر خطبه مواعظ يلقيها من منابر الكنائس. وقد ارتد كثيرون من البروتستانت عن مذهبهم وعادوا إلى الكنيسة الرومانية لقوة عارضته وفصاحة إلقائه. وله خطب عديدة مدونة، أفضلها ما ألقاه في رثاء أمير كونده وكان قائدا فرنسيا شهيرا. والقطعة التالية مختارة من هذه الخطبة:
سار المرض في جسم أمير كونده ولكن الموت كان قد أخفى اقترابه، فلما تحسنت حالته قليلا وكان الدوق دانجيان الذي كان يوزع وقته بين واجباته نحو أبيه وواجباته نحو ملكه قد دعي إلى البلاط، تغير عندئذ الأمير لفراقه وهنا صرح له أيضا بأن الموت قد أوشك أن ينزل به. ألا انصتوا أيها المسيحيون وتعلموا كيف يجب أن تموتوا، أو تعلموا بالحري ألا تنتظروا الساعة الأخيرة لكي تشرعوا في أن تعيشوا! أتنتظرون أن تبتدئوا الحياة عندما تقبض عليكم يد الموت الباردة في وقت لا تعرفون فيه إذا كنتم بين الأحياء أو الأموات؟ ألا فاتقوا بالندم والتوبة هذه الساعة؛ ساعة القلق والظلام.
لم يدهش الأمير عندما ألقى في سمعه هذا الحكم بل صمت لحظة ثم قال: «هذه مشيئتك يا ربي، فلتكن مشيئتك، فامنن علي بنعمتك لكي أموت موتة هنية.»
فماذا ترغبون في أكثر من ذلك؟ ففي هذه الصلاة القصيرة ترون الخضوع لمشيئة الله والاعتماد على عنايته والثقة بنعمته، وكل هذا تقوى وإيمان.
ومن هذه اللحظة صار كما كان شأنه في معامع القتال هادئا ضابطا لنفسه لا يشغله سوى الاهتمام بجنوده، كذلك كانت هذه حالته في هذا الصراع الأخير، فلم يتراء له الموت هيكلا مخوفا شاحبا ذابلا أكثر مما كان يتراءى له وهو في المعارك ينتظر الظفر، فبينما كانت التنهدات والتأوهات تتصاعد حوله كان هو يدأب على إصدار أوامره كأنه لم يكن هو المقصود بهذه التنهدات والتأوهات، وكان يأمرهم بالكف عن البكاء، لا لأنه كان يحزنه هذا البكاء؛ بل لأنه كان يعوقه عن تأدية ما يرغب أداءه. وفي هذا الوقت امتدت عنايته إلى أقل خدمه خطرا، فأثقل الجميع بهباته وشرفهم بتحف تذكارية وفعل ذلك بسخاء جدير بنبالته وبخدمتهم.
وأسلم نفسه إلى ذراعي الله وجعل ينتظر في هدوء خلاصه وكان يبتهل إليه إلى أن أسلم أنفاسه الأخيرة. وهنا ينبغي أن ينفجر رثاؤنا ونستسلم للتفجع على فقد مثل هذا العظيم، ولكن إعزازا للحق وخزيا لأولئك الذين يزدرونه يجب أن تصغوا إلى هذه الشهادة التي ألقاها وهو يجود بنفسه، فقد قال له الكاهن الذي حضر للاعتراف أنه إذا لم يكن قلبنا بأجمعه مع الله يجب أن نسأل الله أن يجعله كما يشاء وأن نقول له كما قال داود هذه الكلمات المؤثرة: «اللهم اخلق لي قلبا طاهرا.»
Página desconocida