Poesías de los seis poetas preislámicos
أشعار الشعراء الستة الجاهليين
أعادل كم من يوم حرب شهدته ... له منظر بادي النواجذ كالح
فلم أر حيًا صابروا مثل صبرنا ... ولا كافحوا مثل الذين نكافح
إذا شئت لاقاني كمي مدجج ... على أعوجي بالطعان مسامح
نزاحف زحفًا أو نلاقي كتيبة ... تطاعننا أو يذعر السرح صائح
فلما التقيننا بالجفار تضعضعوا ... وردت على أعقابهن المسالح
وسارت رجال نحو أخرى عليهم ال ... حديد كما تمشى الجمال الدوالح
إذا ما مشوا في السابغات حسبتهم ... سيولًا وقد جاشت بهن الأباطح
فأشرع رايات وتحت ظلالها ... من القوم أبناء الحروب المراجح
ودرنا كما دارت على قطبها الرحى ... ودارت على هام الرجال الصفائح
بهاجرة حتى تغيب نورها ... وأقبل ليل يقبض الطرف سائح
تداعى بنو عبس بكل مهند ... حسام يزيل الهام والصف جانح
وكل رديني كأن سنانه ... شهاب بدا في ظلمة الليل واضح
فخلوا لنا عوذ النساء وخببوا ... عباديد منها مستقيم وجامح
وكل كعاب خدلة الساق فخمة ... لها منيت في آل ضبة طامح
تركنا ضرارًا بين عان مكبل ... وبين قتيل غاب عنه النوائح
وغمرًا وحيانا تركنا بقفرة ... تعودهما فيها الضباع الكوالح
يجرون هاما فلقتها سيوفنا ... تزيل منهن اللحى والمسائح
- ٢٤ - وقال أيضًا:
وكتيبة لبستها بكتيبة ... شهباء باسلة يخاف رداها
خرساء ظاهرة الأداء كأنها ... نار يثب وقودها بلظاها
فيها الكماة بنو الكماة كأنهم ... والخيل تعشر في الوغى بقناها
شهب بأيدي القابسين إذا بدت ... بأكفهم بهر الظلام سناها
صبر أعدوا كل أجرد سابح ... ونجية ذبلت وخف حشاها
يغدون بالمستلثمين عوابسًا ... قودًا تشكى أينها ووجاها
يحملن فتيانًا مداعس بالقنا ... وقرًا إذا ما الحرب خف لواها
من كل أروع ماجد ذي صولة ... مرس إذا لحقت خصي بكلاها
وصحابة شم الأنوف بعثتهم ... ليلًا وقد مال الكرى بطلاها
وسريت في وعث الظلام أقودهم ... حتى رأيت الشمس زال ضحاها
ولقيت في قبل الهجير كتيبة ... طعنت أول فارس أولاها
وضربت قربى كبشها فتجدلا ... وحملت مهري وسطها فمضاها
حتى رأيت الخيل بعد سودها ... حمر الوجوه خضن من جرحاها
يعثرن في نقع النجيع جوافلا ... ويطأن من حمى الوغى صرعاها
فرجعت محمودًا برأس عظيمها ... وتركتها جزرًا لمن ناءاها
ما استمت أنثى نفسها في موطن ... حتى أوفى مهرها مولاها
ولما رزأت أخا حفاظ سلعًا ... إلا له عندي بها متلاها
أغشى فتاة الحي عند خليلها ... وإذا غزا في الحرب لا أغشاها
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي ... حتى يوارى جارتي مأواها
إني امرؤ سمح الخليقة ماجد ... لا أتبع النفس اللجوج هواها
ولئن سألت بذاك عبلة أخبرت ... لا أريد من النساء سواها
وأجيبها إما دعت لعظيمة ... وأعينها وأكف عما ساها
- ٢٥ - وقال عنترة أيضًا في قتل قراوش العبسي:
ومن يك سائلًا عني فإني ... وجروة لا ترود ولا تعار
مقربة الشتاء ولا تراها ... وراء الحي يتبعها المهار
لها بالصيف أصبرة وجل ... ونيب من رائمها غزار
ألا أبلغ بني العشراء عني ... علانية فقد ذهب السرار
قتلت سراتكم وخسلت منكم ... خسيلًا مثلما خسل الوبار
ولم نقتلكم سرًا ولكن ... علانية وقد سطع الغبار
فلم يك حقكم أن تشتمونا ... بني العشراء إذ جد الفخار
- ٢٦ - وقال يرثي مالك بن زهير العبسي وتولى قتله بنو بدر:
لله عينا من رأى مثل مالك ... عقيرة قوم أن حرى فرسان
فليتهما لم يجريا نصف غلوة ... وليتهما لم يرسلا لرهان
وليتهما ماتا جميعًا ببلدة ... وأخطأهما قيس فلا يريان
لقد جلبا حينًا وحربًا عظيمة ... تبيد سراة القوم من غطفان
وكان فتى الهيجا ويحمى ذمارها ... ويضرب عند الكرب كل بنان
دراسات لبعض الشعراء الجاهليين
عمر بن كلثوم ٥٠٠ - ٦٠٠ م
1 / 85