فقلنا ألا قد كان صيد لقانص ... فخبوا علينا كل ثوب مزرق
وظل صحابي يشتوون بنعمة ... يصفون غارا باللكيك الموشق
ورحنا كأنا من جؤاثى عشية ... نعالي النعاج بين عدل ومشنق
ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا ... تصوب فيه العين طورًا وترتقي
وأصبح زهلولًا يزل غلامنا ... كقدح النضي باليدين المفوق
كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حناء بشيب مفرق
- ٣١ - وقال:
أمن ذكر سلمى إذ نأتك تنوص ... فتقصر عنها خطوة وتبوص
وكم دونها من مهمة ومفازة ... وكم أرض جدب دونها ولصوص
تراءت لنا يومًا بجنب عنيزة ... وقد حان منها رحلة فقلوص
بأسود ملتف الغدائر وارد ... وذي أشر تشوفة وتشوص
منابته مثل السدوس ولونه ... كشوك السيال فهو عذب يفيض
فهل تسلين الهم عنك شملة ... مداخلة صم العظام أصوص
تظاهر فيها الني لا هي بكرة ... ولا ذات ضغن في الزمام قموص
أؤوب نعوب لا يواكل نهزها ... إذا قيل سير المدلجين نصيص
كأني ورحلي والقراب وغرقي ... إذا شب للمرو والصغار وبيص
على نقنق هيق له ولعرسه ... بمنعرج الوعساء بيض رصيص
إذا راح للأدحي أوبًا يفنها ... تحاذر من إدراكه وتحيص
أذلك أم جون يطارد آتنًا ... فأربى حملهن دروص
طواء اضطمار الشد فالبطن شارب ... معالي إلى المتنين فهو خميص
بحاجبه كدح من الضرب جالب ... وحاركه من الكدام حصيص
كأن سرته وجدة ظهره ... كنائن يجري بينهن دليص
ويأكلن من قو لعاعًا وربة ... تجبر بعد الأكل فهو نميص
تطير عفاء من نسيل كأنه ... مسدس أطارته الرياح وخوص
تصيفها حتى إذا لم يسغ لها ... حلي بأعلى حائل وقصيص
تغالبن فيه الجزء لولا هواجر ... جنادبها صرعى لهن فصيص
أرن عليها قاربًا وانتحت له ... طوالة أرساغ اليدين نحوص
فأوردها من آخر الليل مشربًا ... بلائق خضرًا ماؤهن قليص
فيشربن أنفاسًا وهن خوائف ... وترعد منهن الكلى والفريص
فأصدرها تعلو النجاد عشية ... أقب كمقلاء الوليد خميص
فجحش على أدبارهن مخلف ... وجحش لدى مكرهن وقيص
وأصدرها بادي النواجذ قارح ... أقب كسكر الأندري محيص
- ٣٢ - وقال:
تطاول ليلك بالأثمد ... نام الخلي ولم ترقد
وبات وباتت له ليلة ... كليلة ذي العائر الأرمد
وذلك من نبأ جاءني ... وحبرته عن أبي الأسود
ولو عن نثا غيره جاءني ... وجرح اللسان كجرح اليد
لقلت من القول ما لايزا ... ل يؤثر عني يد المسند
بأي علاقتنا ترغبون ... أعن دم عمرو على مرثد
فإن تدفنوا الداء لا تخفه ... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
فإن تقتلونا نقتلكم ... وإن تقصدوا لدم نقصد
متى عهدنا بطعان الكما ... ة والحمد والمجد والسؤدد
وبني القباب وملء الجفا ... ن والنار والحطب المفاد
وأعددت للحرب وثابة ... جواد المحثة والمرود
سبوحًا جموحًا وإحضارها ... كمعمعة السعف الموقد
ومشدودة السك موضونة ... تضاءل في الطي كالمبرد
تفيض على المرء أردانها ... كفيض الأتي على الجدجد
ومطردًا كرشاء الجرو ... ر من خلب النخلة الأحرد
وذا شطب غامضًا كلمه ... إذا صاب بالعظم لم ينأد
- ٣٣ - وقال:
حي الحمول بجانب العزل ... إذ لا يلائم شكلها شكلي
ماذا يشق عليك من ظعن ... إلا صباك وقلة العقل
منيتنا بغد وبعد غد ... حتى بخلت كأسوأ البخل
يا رب غانية لهوت بها ... ومشيت متئدًا على رسلي
لا استقيد لمن دعا لصبا ... قسرًا ولا أصطاد بالختل
وتنوفة جرداء مهلكة ... جاوزتها بنجائب فتل
فيبتن ينهشن الجبوب بها ... وأبيت مرتفقًا على رحلي
متوسدًا عضبًا مضاربه ... في متنه كمدبة النمل
يدعى صقيلًا وهو ليس له ... عهد بتمويه ولا صقل
عفت الديار فما بها أهلي ... ولوت شموس بشاشة البذل
1 / 22