لقد انعدم في «الذات العظمى»، ولن ينفصل عنها فيما بعد ليعود كما توهم ... فلا يتعلل «ميخائيل» بالرجعة، ولا يؤمن «أمين» بالردة ... فليخرجا للناس «آثار خالدة» قبل أن تلتقي الساقية بالبحر فيبتلعها، وينقطع خريرها قبل أن تضل الزوبعة طريقها في السحاب.
أخوي، إن هذه الكتب «المفتوحة» التي يلغط بها الناس تستيقظ مع شروق الشمس وتنام مع غروبها، إن شهرتها لبنت الموت.
فلنكتب ولو بضعة أسطر للخلود، فالأدب الرفيع خير وأبقى.
إن تشاتم الأدباء مسجل، فلا نسجل علينا ما تديننا به الأجيال الآتية.
21 أيلول
كتبت في ذكرى انتخاب فخامة الرئيس الشيخ بشارة خليل الخوري .
أيلول سنة 1948 ***
فجر كرامة، وصبح مجد، ويوم صار للأيام سيدا، عيد زعيم عظيم وطد آساس بيته، وسمك سقفه عاليا، على الأعمدة السامقة رفعه، وبالجوائز والروافد كلله، زين «خارجه» بالأطناف والرفارف والشرفات، ولم يبق أمامه إلا «الداخل».
الداخل محتاج إلى التناسق، إلى اتساق بين الأثاث، فلا يكون إلى جانب السجادة النفيسة حصير مقطع.
كل يريد أن يكون هذا البيت كما يشتهي، فمتى تستقر هذه الريشة، ومتى تسكت الرياح؟!
Página desconocida