66

Asbab Nuzul

أسباب نزول القرآن

Investigador

كمال بسيوني زغلول

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١١ هـ

Ubicación del editor

بيروت

[٦١]
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ الْآيَةَ.
[٢٠٧] .
«١٢٢» - قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أَقْبَلَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا نَحْوَ رسول اللَّه ﷺ، فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ وَنَثَرَ مَا فِي كِنَانَتِهِ وَأَخَذَ قَوْسَهُ ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلًا، وَايْمُ اللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَ بِمَا فِي كِنَانَتِي، ثُمَّ أَضْرِبُ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي مِنْهُ شَيْءٌ، ثُمَّ افْعَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَالُوا: دُلَّنَا عَلَى بَيْتِكَ وَمَالِكَ بِمَكَّةَ وَنُخْلِي عَنْكَ، وَعَاهَدُوهُ إِنْ دَلَّهُمْ أَنْ يَدَعُوهُ، فَفَعَلَ. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رسول اللَّه ﷺ قَالَ: أَبَا يَحْيَى رَبِحَ الْبَيْعُ، رَبِحَ الْبَيْعُ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ.
«١٢٣» - وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ: أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ صُهَيْبًا فَعَذَّبُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ صُهَيْبٌ:
إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَضُرُّكُمْ أَمِنْكُمْ كُنْتُ أَمْ مِنْ غَيْرِكُمْ، فَهَلْ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مَالِي وَتَذَرُونِي وَدِينِي؟ فَفَعَلُوا ذَلِكَ، وَكَانَ قَدْ شَرَطَ عَلَيْهِمْ رَاحِلَةً وَنَفَقَةً، فَخَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَتَلَقَّاهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي رِجَالٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: رَبِحَ بَيْعُكَ أَبَا يَحْيَى، فَقَالَ صُهَيْبٌ: وَبَيْعُكَ فَلَا يَخْسَرُ مَا ذَاكَ؟ فَقَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ كَذَا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ.
«١٢٤» - وَقَالَ الْحَسَنُ: أَتَدْرُونَ فِيمَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَنَّ الْمُسْلِمَ يَلْقَى الْكَافِرَ فَيَقُولُ لَهُ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قُلْتَهَا عَصَمْتَ مَالَكَ وَدَمَكَ، فَأَبَى أَنْ يَقُولَهَا، فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَاللَّهِ لَأَشْرِيَنَّ نَفْسِي لِلَّهِ، فَتَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.

(١٢٢) ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية. وأخرجه الحاكم (٣/ ٤٠٠) من طريق سعيد بن المسيب عن صهيب وصححه ووافقه الذهبي ولكن ليس فيه نزول الآية، وذكره السيوطي في اللباب (ص ٣٩) وفي الدر (١/ ٢٤٠) للحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب.
(١٢٣) أخرج الحاكم في المستدرك (٣/ ٣٩٨) من حديث أنس قصة إسلام صهيب وفيها سبب نزول الآية وقال: صحيح على شرط مسلم.
(١٢٤) مرسل، أخرجه ابن جرير (٢/ ١٨٧) .

1 / 67