El conejo fuera del sombrero
الأرنب خارج القبعة
Géneros
الأمر الأخير الذي يبدو من المهم التنويه إليه هو سؤال: هل تستطيع قصيدة الذات أن تعيد جمهور الشعر إليه مرة أخرى؟ يبدو هذا هو السؤال الأهم الذي قد أكون أجبت على جزء منه في النقاط السابقة، لكن على النقاد أن يجيبوا بشكل أكثر تفصيلا.
لكن، ربما تحتاج الإجابة أن نعرف قصيدة الذات، وربما تحتاج من الشعراء أن يتخلوا عن قولهم إنهم يكتبون لأنفسهم. فثمة كتاب في النهاية يصدر، ويقرؤه قارئ في مكان ما. وربما على القارئ نفسه أن يجيب هل يفضل قصيدة الذات أم لا، هل يجدها أقرب إليه من غيرها أم لا.
لكن ما يجب ألا نغفله، ونحن نقدم الإجابات، أن جزءا من مشكلة المتلقي عندنا في عالمنا العربي، هو الأشكال المحفوظة التي حفرها مدرسو اللغة العربية والنصوص في أذهانهم للقصيدة التقليدية، التي يجب أن تكون ذات شكل معين، ولها أغراض معينة يجب ألا تتجاوزها، وأن يحتوي امتحان آخر العام على أسئلة من نوعية: ما الدروس المستفادة من القصيدة؟
فالطالب، الذي سيصير قارئا فيما بعد، لن يجد في القصيدة الجديدة، ما تعلمه من شروط كي تكون قصيدة من وزن وقافية وأغراض ودروس مستفادة، لكنه سيجد قصائد تعبر عنه، لا تمدح كافور الإخشيدي، بل تتحدث عن معاناته، ولا تصف الجمل الذي شرد في الصحراء، وإنما تذكر معاناته في انتظار الحافلة، لا الحرب الشعواء التي لم يشهدها أو يسمع بها.
بالنسبة إلي، فربما بعد كل هذه السنوات مع القصيدة، ترسبت داخلي القناعة بأن القصيدة هي أنا. أقصد أن قصيدتي هي ذاتي، حتى لو قال عمرو بن بحر الجاحظ إن المعاني ملقاة على قارعة الطريق. أدرك ذلك، لكن المعاني التي أعنيها والتي تعبر عن حالتي، تختلف عن المعاني التي تعبر عن حالة آخر، حتى لو استخدمنا نفس الكلمات. ما أدركه تماما، هو ما قاله الشاعر العظيم أبو نواس في قصيدة ذاتية تماما عن الخمر قبل قرون، لكن مع تغيير بعض الكلمات: «أنا القصيدة والقصيدة أنا، كأننا روحان حللنا بدنا.»
عن السينما
من السينما إلى الواقع ... والعكس
في فيلم «زهرة القاهرة القرمزية» للمخرج الأمريكي «وودي آلان»، يخرج بطل الفيلم من شاشة السينما إلى صالة العرض؛ ليقابل إحدى المشاهدات الدائمات له، رافضا العودة مرة أخرى إلى الفيلم الذي عجز باقي أبطاله عن إكماله؛ بسبب غياب أحد الأدوار الرئيسية فيه.
يبدو هذا الفيلم الأكثر تعبيرا عن علاقة السينما بالمشاهدين، والعكس، وما يمكن أن تغيره السينما في حياتهم وتضيفه من جماليات إلى الواقع الصعب، وهو ما نجده في أفلام كثيرة مثل فيلم «قط أبيض، قطة سوداء» للمخرج اليوغوسلافي «أميركوستاريتشا»، عندما جعل سقف المنزل في النهاية يطير بمن عليه. وهو ما قدمته من قبل «ألف ليلة وليلة» كحلول خيالية لواقع الفقراء.
هذا المزيج من التداخل بين عالمي السينما والواقع الذي قدمه وودي آلان في فيلمه الجميل، من الممكن أن يدلنا على سؤال مهم عما أخذته السينما من الواقع، وما أخذه الواقع من السينما، وكيف استفاد كل منهما من الآخر.
Página desconocida