قال: «وما هو؟ قولي.»
قالت: «ألا تعلم أنها مخطوبة له؟»
قال: «مخطوبة؟! هذا شيء عجيب، وهل قبلت هي؟!»
قالت: «لا أدري، ولكنني أعلم أنها سارت في صباح الأمس من قصرها تصحبها الحاشية مع أبيها إلى بلبيس لتكون في انتظار خطيبها.»
فلما سمع أركاديوس ذلك نهض عن كرسيه بغتة وصاح بها: «ويحك، ماذا تقولين؟»
قالت: «أقول الصدق يا سيدي، فإنها برحت القصر قبل أن أبرحه أنا، وهي الآن في طريقها إلى بلبيس.»
فاشتد غضبه وجعل يخطر في الغرفة ينظر تارة إلى بربارة وطورا إلى النافذة، ثم يتشاغل بفتل شاربيه وأخيرا وقف بغتة وقال لها: «يلوح لي أنها قبلت قسطنطين، فكيف تقولين إنها تحبني؟ لعل قسطنطين أقرب إلى قلبها مني!»
فقالت: «لم أقل يا سيدي إنها أحبته أو آثرته عليك، ولكنني قلت أنها سارت مع والدها إلى بلبيس، وأظنها فعلت ذلك إذعانا لأمره، وهو لا يستطيع مخالفة الإمبراطور، ومهما يكن من أمر فإنها الآن في طريقها إلى بلبيس، ولا تدري متى يأتي خطيبها للاقتران بها. ها إني أخبرتك بالأمر كما وقع، وأما قلبها فاسأل قلبك عنه.»
فنظر إليها مغضبا وقال: «أما قلبي فيحدثني بأنها لا تميل إلى سواي ولو أدى ذلك إلى عصيان أبيها.»
فقالت: كيف تتوقع منها ذلك وهي فتاة، وقد رأيتك وأنت شاب باسل تتردد في مخالفة أبيك إذا منعك منها.»
Página desconocida