قال: «أترضى بالموت ولا ترضى إفشاء سرك.»
قال: «إن الموت أسهل علي من الإفشاء.»
فقال زياد: «أستحلفك بحياة صاحبة هذا الصليب، إذا كنت تحبها، أن تقول الحق ولا تخف، فإن تصريحك بالحقيقة أنفع لك.»
فأجفل أركاديوس عند ذلك وقال: «أراك شديد الميل إلى معرفة علاقتي بأرمانوسة، وتستحلفني باسمها كأنك تظن أني أحبها.»
قال: «وهل في الحب عار؟! فإذا كنت لا تريد الإفشاء خوفا من غضب أبيك فثق أني أكتم عنه وعن سواه أمرك فقل ولا تخف.»
فقال: «أما وقد بلغ الأمر بيننا هذا الحد فقل لي من أنت؟»
فقال: «لست من جند العرب، وكفى، فقل ولا تخف.»
ففكر أركاديوس قليلا فلاح له أن الرجل قد يكون من جواسيس المقوقس إلى العرب، أو ربما كان من جواسيس أرمانوسة، فاستبشر به وقال: «أما والحال كذلك، وقد أردت بي خيرا فأبوح لك بأني أحب أرمانوسة وهي تحبني، وقد أخذت هذا الصليب تذكارا منها لا يعلم به أحد سواك الآن، وحبي لها سر لا يعلم به أبي ولا أحد من جند الروم، وهذه حكايتي والسلام، فأفصح أنت الآن وقل لي من أنت؟»
قال: «أنا من بعض موالي أرمانوسة، وقد جئت هذا المعسكر فلم يسيئوا الظن بي لأن أصلي عربي. أما وقد علمت الآن حقيقة أمرك فثق بالنجاة على يدي بإذن الله، وها أنا ذا عائد إلى الأمير.»
قال أركاديوس، وقد توسم فيه الخير: «لقد وثقت بك وثوقا تاما، وأنت تعلم أني أستطيع أن أكافئك خيرا، فابذل جهدك وصن سري .»
Página desconocida