وتخلخل الشبراوي وداخ قليلا فلم ينطق بحرف.
وبعد أن حاول ابتلاع ريقه، فلم يجد له ريقا طبطب على زبيدة، ومعلشي يا اختي، حقك علي، طولي بالك، اعملي معروف، بلاش فضايح، وكلمتين من كلماته الهادئة وسكتت زبيدة.
ولكن الركاب لم يسكتوا، بل انطلقت ألسنتهم تعلق همسا على ما حدث، ثم ارتفعت الأصوات. كل هذا والعيون لا تتحول عنه أو عنها.
وسمع بأذنه واحدة تقول: دي لازم مراته يا ضنايا.
ورنت ضحكة في آخر العربة، وتنحنح الرجل الجالس أمامه وهو يفيق من غفوته، ووقف طفلان فوق المقاعد يتفرجان.
وعرق الشبراوي حتى نفذ العرق إلى بدلته الصفراء ومد يده، ولم المنديل الذي كان قد فرده ليغير ريقه، ثم عقده كما كان.
وسأله جار لم يعجبه الحال: هي الست مالها يا شاويش؟
وقال الشبراوي وقد استرد لسانه وإن لم يسترد مفاصله: أبدا، ولا حاجة.
وسكت قليلا، ثم أضاف: أصلها.
وضم أصابع يمناه، ثم حركها في دائرة بجوار رأسه، وهز الرجل جسده كله يؤمن على ما قال الشبراوي، وكأنه قد اكتشف شيئا عويصا.
Página desconocida