Cuarenta Hadices
الاربعون حديثا
Géneros
شدة حره وساله ان ياذن له ان يتنفس فتنفس فاحرق جهنم» (1) والحديث في غاية الاعتبار (من حيث السند) بل هو كالصحيح .
اعوذ بالله من مكان رغم كونه دار عذاب ، يشكو حرارته ، فيتنفس فتحترق جهنم من جراء تنفسه . اننا لا نستطيع ان ندرك شدة حرارة نار الآخرة في هذا العالم ، اذ ان اسباب شدة العذاب وضعفه :
من جهة ، تتبع قوة الادراك وضعفه ؛ اذ كلما كان المدرك اقوى والادراك اتم وانقى كان ادراك الالم والعذاب اكثر .
ومن جهة اخرى ن تعتمد على اختلاف المواد التي يقوم بها الحس في تقبل الحرارة ، لان المواد تختلف من حيث تقبل الحرارة . فالذهب والحديد ، مثلا ، يتقبلان الحرارة اكثر من الرصاص والقصدير ، وهذان يتقبلانها اكثر من الخشب والفحم ، وهذان اكثر من الجلد واللحم .
كما ان لمستوى ارتباط قوة الادراك بالموضع المقابل للحرارة اثرا في شدة وضعف العذاب . فمثلا المخ الذي يكون تقبله للحرارة ، اقل من العظام ، يكون تاثره اشد ، لان قوة الادراك فيه اكبر . وان للحرارة نفسها من حيث كمالها ونقصانها ، دورا في الشدة والضعف فالحرارة التي تصل الى مائة درجة تؤلم اكثر من الحرارة التي تصل الى درجة خمسين .
كما ان لمدى ارتباط المادة الحرارية الفاعلة بالمادة المتقبلة لها سببا في تخفيف او تشديد العذاب . فمثلا ، اذا كانت النار قريبة من اليد كان الاحتراق اخف مما اذا التصقت النار باليد .
جميع هذه الاسباب الخمسة المذكورة تكون في هذه الدنيا في منتهى النقص ، وفي الآخرة في منتهى كمال القوة والتمامية . ان جميع ادراكاتنا في هذا العالم ناقصة وضعيفة ومحجوبة بحجب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها ولا تناسبه . ان اعيننا لا ترى اليوم الملائكة ولا جهنم ، وآذاننا لا تسمع الاصوات العجيبة والغريبة التي تصدر من البرزخ واصحابه ومن القيامة واهلها ، وحواسنا لا تحس بالحرارة هناك ، كل ذلك لانها ناقصة جميعا . ان الآيات والاخبار الواردة عن اهل البيت صلوات الله عليهم مشحونة بذكر هذا الامر ، تلويحا وتصريحا . ان جسم الانسان في هذا العالم لا يتحمل الحرارة ، اذ لو بقي ساعة واحدة في النار الباردة من الدنيا لاستحال الى رماد . ولكن الله القادر يجعل هذا الجسم يوم القيامة بحيث انه في نار جهنم التي شهد جبرائيل بانه لو جيء بحلقة واحدة من سلاسل جهنم التي طول الواحدة منها الاربعون حديثا :94
Página 93