229

Cuarenta Hadices

الاربعون حديثا

Géneros

ليهون على الله لو سأله الدنيا بما فيها اعطاه ذلك» (1) وذلك من جراء هوان الدنيا في عين الحق الكبير المتعالي . وفي حديث ان الحق جل وعلا منذ ان خلق العالم المادي لم ينظر اليه نظرة لطف وعناية .

ومن فوائد شدة ابتلاء المؤمنين حسب ما اشير اليها في الإخبار ، ان لهم درجات لا ينالونها الا من وراء المصائب والاسقام والآلام . ويحتمل ان تكون هذه الفوائد صورة غيبية للإعراض عن الدنيا والإقبال على الحق المتعالي . ويمكن ان تكون صورة ملكوتية لهذه المحن حيث لا تبلغ الا بعد حصولها البليات في عالم الملك وابتلاء الانسان بها ، كما ورد في الحديث الشريف المأثور في الكافي بسنده الى الامام الصادق عليه السلام قال : «انه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها الا باحدى الخصلتين اما بذهاب ماله او ببلية في جسده » (2) .

وفي رواية شهادة الامام ابي عبد الله الحسين عليه السلام انه رأى جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام واخبره ب (ان لك درجة في الجنة لا تنالها الا بالشهادة) (4) .

ومن المعلوم ان الصورة الملكوتية للشهادة في سبيل الله لم تحصل الا بعد وقوع الشهادة في عالم الملك عالمنا الحاضر كما برهن على ذلك في العلوم العالية . وورد في الأخبار المذكورة ان لكل عمل في هذا العالم صورة في عالم آخر .

وفي الكافي عن الامام الصادق عليه السلام : «قال : ان عظيم الاجر لمع عظيم البلاء وما احب الله قوما الا ابتلاهم» (3) .

فصل:

يقول المحدث الكبير المجلسي عليه الرحمة (في هذه الاحاديث احاديث ابتلاء الانبياء الواردة من طرق الخاصة والعامة ، دلالة واضحة على ان الانبياء والاوصياء عليهم السلام في الامراض الحسية والبلايا الجسمية كغيرهم بل هم اولى بها من الغير تعظيما لأجرهم الذي يوجب التفاضل في الدرجات ولا يقدح ذلك في رتبتهم بل هو تثبيت لأمرهم وانهم بشر اذ لو لم يصبهم ما اصاب سائر البشر مع ما يظهر في ايديهم من خرق العادة لقيل فيهم ما قالت النصارى في نبيهم) انتهى (5) .

وقال المحقق المدقق الطوسي والحكيم العظيم القدوسي عطر الله مرقده في كتاب التجريد في بحث ما يجب كونه في كل نبي (... وكلما ينفر عنه الحق ...) (6) .

Página 233