كرر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعوته الأصحاب ثلاثا حرصا منه على استعمالهم لسنته فدعا إلى أن يعبدوا الله حق عبادته، وإلى المواظبة على الصلوات الخمس، والمحافظة على ذكر الله تعالى وإقامته، ثم أسر كلمة خفية علم أن لا يقوى عليها إلا الخواص من صحابته، فقال: لا تعرضوا لحطام الناس ولا مسئلته، فإذا حقق طريقة الأوامر، والكف عن الزواجر فليستعمل ما حدثناه ابن نظيف بمكة حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي حدثنا هارون بن عيسى بن ملوك حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن سالم بن أبي سالم الجيشاني عن أبيه عن أبي ذر أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((يا أبا ذر إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تتأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم)).
حديث كبير صحيح من حديث أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب انفرد به مسلم فرواه في ((المغازي)) عن إسحاق بن إبراهيم وزهير بن حرب عن عبد الله بن يزيد به.
واسم أبي سالم سفيان بن هانئ الجيشاني.
والإمارة والولاية ليستا من أعمال الصديقين ولا من أحوال المتقين، ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا ذر عن الإمارة مخافة الندامة، وعن الولاية حذر الخيانة ثم إذا أحرزها بين الدرجتين فليزح أيامه فيما حدثنا ابن نظيف بمكة حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن نصر الرافقي إملاء حدثنا حفص بن عمر -يلقب سنجة- أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((ما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما إلا سهل الله تعالى له به طريقا إلى الجنة، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه)).
Página 165