263

Arbacín Mughniyya

كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين

Géneros

934- وأما محمد وأحمد فهما أشهر أسمائه صلى الله عليه وسلم، وهما مشتقان من الحمد، فأحمد اسمه الذي سمي به على لسان موسى وعيسى عليهما السلام، وهو صيغة أفعل التفضيل، أي هو أحمد الحامدين لربه، ومحمد مفضل على صيغة المبالغة، وهو الذي يحمد حمدا بعد حمد، ولا يكون مفعلا مثل مضرب ومقتل إلا لمن تكرر فيه الفعل مرة بعد أخرى، فهو صلى الله عليه وسلم محمود كل وقت ومن كل أحد، بما هدى إليه، وكان على يديه من النفع العام والهدى التام، ثم هو محمود في الأخرى بالشفاعات المنوعة.

935- ثم في هذين الاسمين من اللطائف الغريبة ما نشير إلى بعضها على وجه الاختصار، منها:

936- أن اسمه أحمد الذي جاء على لسان موسى وعيسى عليهما السلام لم يتسم به أحد من العالمين قبله البتة أصلا، ولا دعي به مدعو قبله، حماية من الله تعالى؛ لئلا يدخل لبس على ضعيف القلب أو شك، وكذلك محمد أيضا لم يسم به أحد من العرب قبله ولا غيرهم إلى أن شاع قبيل وجوده أن نبيا يبعث من العرب اسمه محمد، فسمى جماعة قليلون أبناءهم بهذا الاسم رجاء أن يكون أحدهم هو، والله أعلم حيث يجعل رسالاته، وهم: محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي، ومحمد بن سفيان بن مجاشع جد الفرزدق، ومحمد بن حمران بن ربيعة، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، ومحمد بن البراء البكري، ومحمد بن خزاعي السلمي، ومحمد بن اليحمد من الأزد، ومحمد بن سوادة، وهؤلاء مجموع من ذكر في كتب متفرقة أنه تسمى في ذلك العصر بهذا الاسم، ثم حمى الله حمى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن منع كل من تسمى بهذا الاسم أن يدعي النبوة أو يدعيها أحد له، ويظهر على يديه سببا يشكك أحدا في أمره حتى تحقق ذلك فيه صلى الله عليه وسلم .

Página 567