Cuatro Cartas de los Antiguos Filósofos Griegos e Ibn Al-Ibri
أربع رسائل لقدماء فلاسفة اليونان وابن العبري
Géneros
ويميز منهم الشيخ الفاني ومن نالته آفة فأضعفت قواه، إلا أن يكون يصلح للمشورة والرأي والتدبير في الحروب.
وما يحتاج إليه الملك حاجة ماسة علم أخبار الممالك التي تتاخمه حتى لا يذهب عنه منها شيء، وأن يشحن تعوره (ثغوره) بالرجال، ويجعل في وجه كل أمة من الأمم التي تزاحمه من الرجال من يفي بمحاربتهم. فإن الأمم (109) تتفاضل في الشجاعة والجبن، فمن قصد بلدة أمة من الأمم استعد له معها ما يدفع به مثلها وبادرها بذلك قبل أن يتوسط بلده، ويجهد ألا يخرج له خبر إلى أعدائه، وأن يكون تدبيره مستورا عنهم، ويتحذر ممن يأتيه من خدم أعدائه مستأمنا، فإنه لا يؤمن أن يكون دسيسا يصرف عنه أصحابه أو يتعرف أخباره وينهيها إلى أعدائه أو يغتاله بضرب من الاغتيال.
ومما ينبغي أن تكون به عنايته ليس بدون عنايته بمهماته أمر الصنائع؛ ليجري أمرها على سداد الصناعات ثلاثة أصناف؛ علمية وعملية ومركبة؛ فالعملية مثل الفلسفة والخطاب والنحو والبلاغة. والعملية مثل النجارة والصفارة وما أشبههما. والمركبة من العلم والعمل مثل الطب والموسيقى، فينبغي أن يختار لتعلم الصنائع العلمية، بل لا يطلق تعلمها إلا لمن كان ذكيا فطنا، سريع الحفظ والتمييز لما يقرؤه عارفا بمقدار العلم قائلا بفضله، محبا لأهله سليما من الآراء المفسدة للعقول.
ويختار لعمل الصنائع العملية قوما أشداء أقوياء أصحاء الأبدان، ويكون حظهم من ذلك بحسب ما تحتاج إليهم صنائعهم (110) ويختار للصنف الثالث من اجتمع فيه الخلتان ويرئس على أهل كل صناعة أبصرهم بها وأشدهم تقدما فيها، ويتقدم إليه في الأخذ على أيديهم ويفقدهم (ويتفقدهم)، ولا يستعمل الملك منهم إلا أحذقهم؛ ليرغب الباقون في التزيد في الصناعة؛ لينالوا بها الحظ، فإن أكثر ما يتعاطى الصنائع للحظوظ، فمتى نيلت الحظوظ باليسير من الصناعة لم ترغب الناس في الازدياد فيها، ومتى تمادى ذلك بطلت الصناعة أو ضعفت فإن قل من يستعمل الصناعة لنفسها وتفقد مثل هذه الأشياء تعمر به المملكة. فأما عمارات الأرضين وابتناء المدن والمعابر وشق الأنهار واستخراج المياه، وعقد الجسور وإصلاح السبل وتنظيفها من الدعار، فيجب أن يصرف الملك إليه أكثر عنايته.
وبالجملة فيجب أن يكون ولده
3
أن يخلف المملكة لمن يأتي بعده أعمر مما تسلمها ممن كان قبله، فإن الله جل ثناؤه يجزل ثناوه (ثوابه) على قيامه بما نصبه له دون غيره، والذكر الجميل يبقى له على غابر الدهر. وليس ينبغي أن يظن بنا أنا أغفلنا وصف وزير الملك كيف ينبغي أن يكون، فإن ذلك قد دخل فيما وصفنا؛ إذ كان (111) الوزير ينبغي أن يكون متخلقا بأخلاق الملك ينوب منابه في كل شيء، ولا يكون الفرق بينهما إلا في المرتبة فقط. فمعلوم أن جميع ما وصفنا به الملك ينبغي أن يكون في وزيره موجودا والسلام. (تمت والحمد لله على نعمه كثيرا.)
كتاب تدبير المنزل
وهو أثر قديم لأحد فلاسفة اليونان نشره الأب لويس شيخو اليسوعي
توطئة
Página desconocida