Opiniones críticas sobre problemas de pensamiento y cultura
آراء نقدية في مشكلات الفكر والثقافة
Géneros
وأحسب أن هذا النموذج كفيل بإقناع شبابنا بأن صورة الشاب الأوروبي ليست صورة الشعر المتهدل والملابس الغريبة والعادات المتحدية للعرف الأخلاقي فحسب، بل هي أيضا - ومن وراء هذا كله، بل قبل هذا كله - صورة الجدية في طلب العلم والتعمق في تحليل المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان، وهو أيضا كفيل بإقناع فتياتنا بأن المرأة - حتى في بلاد الأناقة والتألق والمساحيق المبتكرة والحب المتحرر من القيود - تستطيع أن تكون - إلى جانب هذا كله - إنسانة مثقفة واعية بما يجري حولها في العالم، وبدور الإنسان في صنع التاريخ.
هل نحن أدوات في يد التاريخ، أم نحن صانعوه؟
كاتبة الموضوع:
تيريز بريزاك.
السن:
17 سنة.
المدرسة:
ليسيه فنلون.
لو نظرنا إلى أنفسنا على أننا «أدوات في يد التاريخ» لكان معنى ذلك أننا نجعل من التاريخ فكرة، وتجريدا مستقلا عن تحققه، وبالتالي شيئا لا يمكن التأثير فيه، أي إننا إما نجعل منه تسلسلا من الحتميات التي تماثل في ثباتها قوانين الجاذبية الكونية، وإما نجعل منه - على عكس ذلك - تعاقبا لمصادفات ليس للإنسان أي سلطان عليها، وفي هذا إغفال لحقيقة لا شك فيها، وهي أن التاريخ لا يوجد إلا لأن هناك بشرا يصنعونه ويفكرون فيه.
إن من الواضح أن علم التاريخ علم إنساني، ولكنه ما دام علما فلا بد أيضا أن تكون هناك روابط سببية وقوانين عامة في المسار التاريخي، وعلى ذلك فليس التاريخ مجرد تراكم سطحي «لمصائر عظيمة» أو لأفعال فردية، أي إن القول بأن الإنسان صانع التاريخ لا يقدم تفسيرا واضحا للمسار الكلي للتاريخ؛ فمن الواجب إذن إيضاح الدور الحقيقي للبشر بالنسبة إلى التاريخ ومعرفة ما إذا كنا نحن الذين نصنع التاريخ، أم أنه هو الذي يحركنا.
Página desconocida