لا تعطوا المساح الشرير مقياسا وبركارا؛ لئلا يقسم بالمقاييس العادلة قسما غير عادلة، ثم يقول: «انظروا إني أحمل المقياس والقاعدة والبركار، فأنا إذن مساح جيد.» ما دام البشر قساة بخلاء، فهم يضعون القسوة والظلم في أرق الشرائع وأعدلها، وينهبون إخوانهم بألفاظ الحب والعطف، فعبثا تكشفون لهم عن كلمة المحبة وشريعة الرفق.
لا تعارضوا شريعة بشريعة، ولا تنصبوا ألواح الرخام أو النحاس في وجه الإنسان، فإن ما كتب على ألواح القانون مكتوب بأحرف من الدماء. ***
من العسير على الأغنياء، سواء في ذلك اليهود أم النصارى، أن يكونوا منصفين، ولكن متى أصبحت الشرائع عادلة يصبح الناس عادلين، وهؤلاء الاشتراكيون والأحرار يهيئون المستقبل منذ الآن بمحاربة الاستبداد، وبث كراهة الحرب، وحب النوع الإنساني في ظهراني الشعوب، يمكننا اليوم أن نعمل قليلا من الخير، وهذا وحده ما يجعلنا إذا متنا نموت لا يائسين ولا غضابا، وإن يكن من المؤكد أنا لن نشهد فوز آرائنا. ***
يقوم المجتمع الإنساني على أساس مقدس من البخل والقسوة. ***
جاء أوريبيدس وجعل مقدرات الإنسان في الإنسان نفسه، وعين بواعث أعماله، وكان أول من أظهر جمال تلك الأمراض النفسانية، التي لا أشك في أنها أجمل وأثمن من الصحة، وأعني الأهواء. ***
لا يعرف المرء عدم التبصر إلا من قبل أهوائه. ***
إن الهوى الشديد لا يدع لصاحبه برهة راحة، وهذه هي حسنته وفضيلته، إن كل شيء هو خير من أن ترى أنك تحيا. ***
هؤلاء الرجال وهؤلاء النساء صغار لا شأن لهم في نفسك، ولكن أعطهم شيئا واحدا يعوزهم يصبحوا حسانا، ويأخذوا بلبك، ليعرفوا الحب، وليكن في قلوبهم شعورا صادقا وعاطفة بليغة تلقي بعضهم بين ذراعي بعض، فهم إذن لا صغار ولا مزدرون، بل هم على الضد من ذلك، يجذبون نفسك، وإذا مروا بنا قلنا: «إن هؤلاء لسعداء، لقد أنزلوا السماء على الأرض، إن أحدهم في عين صاحبه صورة الكمال الحية، إنهم يضعون اللانهاية في برهة، ويحققون الله في هذه الدنيا ، ينبغي أن نغبطهم حتى على آلامهم؛ لأنها تتضمن من المسرات أكثر مما تتضمنه سعادة سائر الناس.» ***
الفكر شيء مخوف، إذن فلا نعجب من أن البشر يخشونه بالفطرة، لقد قاد إبليس نفسه إلى العصيان، ومع ذلك فقد كان إبليس من أبناء الله، هو الحامض الذي يحل الكون بحيث إنه إذا أخذ الناس جميعا يفكرون في وقت معا، فإن هذا الكون يصير إلى العدم، ولكن هذه النكبة ليست مما يخشى وقوعه. ***
التفكير داء وبيل. ***
Página desconocida