Opiniones de los habitantes de la ciudad ideal y sus contrarios
آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها
Géneros
وعلى الرأيين جميعا ، يرون ابطال هذا الوجود المشاهد ، ليحصل ذلك الوجود. فان الانسان هو أحد الموجودات الطبيعية ، وإن الوجود الذي له الآن ليس هو وجوده الطبيعي؛ بل وجوده الطبيعي وجود آخر غير هذا ، وهذا الذي له الآن مضاد لذلك الوجود وعائق عنه؛ وان الذي للانسان هو اليوم من الوجود فشيء غير طبيعي.
فقوم رأوا أن اقتران النفس بالبدن ليس بطبيعي ، وأن الانسان هو النفس؛ واقتران البدن إليها مفسد لها مغير لأفعالها ، والرذائل إنما تكون عنها لأجل مقارنة البدن لها ، وان كمالها وفضيلتها أن تخلص من البدن؛ وأنها في سعادتها ليست تحتاج إلى بدن ، ولا أيضا في أن تنال السعادة تحتاج إلى بدن ولا إلى الأشياء الخارجة عن البدن ، مثل الأموال والمجاورين والأصدقاء وأهل المدينة؛ وان الوجود البدني هو الذي يحوج إلى الاجتماعات المدنية وإلى سائر الأشياء الخارجة. فرأوا لذلك أن يطرح هذا الوجود البدني .
وآخرون رأوا أن البدن طبيعي له ، ورأوا أن عوارض النفس هي التي ليست طبيعية للانسان ، وأن الفضيلة التامة ، التي بها تنال السعادة ، هي إبطال العوارض وإماتتها. فقوم رأوا ذلك في جميع العوارض ، مثل الغضب والشهوة وأشباههما ، لأنهم رأوا أن هذه هي أسباب ايثار هذه التي هي خيرات مظنونة ، وهي الكرامة واليسار واللذات؛ وأن إيثار الغلبة انما يكون بالغضب وبالقوة الغضبية ،
Página 162