69

Gigantes Enanos

أقزام جبابرة

Géneros

5

وكان جريس متهالكا على الحديث، يعاني ما تعانيه الحبلى ليخرج كل كلمة من كلماته، بينا كان طنوس يتهزأ به، يفتح فمه ويغلقه مثله، مضحكا الناس. - ايش العمل يا بشر؟ عجزت والله، كلما جاء «مغربي» يأخذ مني المبلغ المرقوم.

فأجابه سركيس: سلم أمرك لربك.

فقال جريس متوجعا: لربي سلمته من زمان، لم تبق كنيسة من كنائس الله إلا نذرت لها، أمس زرت «الحرضيني»

6

وأخذت عن قبره سل تراب.

فالتفت إلي سركيس التفاتة استغراب ولم يفه بكلمة، فقال جريس: والله العظيم، قلت لك سألني عن الحالة. هيه، هيه، كان في قربوس رأسي شعرة طارت.

فقال سركيس: لا تقطع الأمل يا صاحبي.

فضحك جريس ضحكة هي بالبكاء أشبه، وقال: عشرين سنة قضيناها طالبين رحمة الله، احزر ماذا كانت النتيجة؟ - أنت أخبر، قل. - مصيبة أكبر.

وانحنى على أذنه يصب فيها سر الفاجعة.

Página desconocida