5
وكان جريس متهالكا على الحديث، يعاني ما تعانيه الحبلى ليخرج كل كلمة من كلماته، بينا كان طنوس يتهزأ به، يفتح فمه ويغلقه مثله، مضحكا الناس. - ايش العمل يا بشر؟ عجزت والله، كلما جاء «مغربي» يأخذ مني المبلغ المرقوم.
فأجابه سركيس: سلم أمرك لربك.
فقال جريس متوجعا: لربي سلمته من زمان، لم تبق كنيسة من كنائس الله إلا نذرت لها، أمس زرت «الحرضيني»
6
وأخذت عن قبره سل تراب.
فالتفت إلي سركيس التفاتة استغراب ولم يفه بكلمة، فقال جريس: والله العظيم، قلت لك سألني عن الحالة. هيه، هيه، كان في قربوس رأسي شعرة طارت.
فقال سركيس: لا تقطع الأمل يا صاحبي.
فضحك جريس ضحكة هي بالبكاء أشبه، وقال: عشرين سنة قضيناها طالبين رحمة الله، احزر ماذا كانت النتيجة؟ - أنت أخبر، قل. - مصيبة أكبر.
وانحنى على أذنه يصب فيها سر الفاجعة.
Página desconocida