وحدق إلى السماء يناجي حبيبته العذراء مريم وقال: لعيون عيونك ما ظلمناه، عوضي علينا.
وسمع حس ناس يسوقون دواب، وهم في حديث صاخب عن الأسعار، عن إقبال المواسم، وعن ... وعن ... فهمس: جاءت الرزقة، جمهور.
فهيأ خطار بارودته، وأخذ شلهوب يعرض الطبر
20
ويسدده كأن الضحية أمامه.
كانوا ثلاثة يسوقون دوابهم، فصرخ بو خطار صرخة كبرها النهر وضخمها: شباب، اشلحوا تربحوا.
وكان بين الثلاثة شاب معتد بنفسه، فأجاب بفظاظة وسب أمهم، فأطلق عليه خطار بندقيته تهويلا، فأجاب هو بالمثل، أما القول الفصل فكان لطبنجة بو خطار، فخر الفتى صريعا لليدين والجران،
21
وسلم رفيقاه، فسلبوهم كل ما معهم حتى الثياب والزاد .
وقعد بو خطار يحسب ما أصاب في ذلك النهار السعيد، فكان ثلاثا وخمسين ذهبا، وبضعة عشر ريالا، وكيسا (ضبوة كبيرة) من البشالك والزهراويات والمتاليك والنحاسات،
Página desconocida