8
المغزل فوق قامة طالت واستدقت فضاع «أبونا» في جبته.
يشد خصره شدا عنيفا بزنار كان في فوعة
9
صباه قرمزي اللون، فتخال خصره الزنبوري مفروضا فرضا، أما عينا الخوري فقادحتان قلما ثبت لهما أحد من أبناء رعيته. ومن يدم النظر إليه يغض طرفه غصبا عنه، ويهتز كمن مسته الكهرباء.
ومن هذا «المركب» النحيل ينبعث صوت جهوري عريض يوبخ ويؤنب بلا مبالاة ولا خوف، صوت كاهن مؤمن بسلطانه الرسولي فلا يمالئ ولا يحابي، يعلم ويعمل ناشدا الكمال المسيحي لنفسه ولرعيته.
أنشأ «أخوية»
10
استمد روح نظامها من «أعمال الرسل»، محاولا إحياء الاشتراكية المسيحية الأولى بين أبناء رعيته، فحقق كثيرا مما ابتغى واشتهى. وعمت أخويته القرية، فكان له في كل عيد ثورة على الجيوب المنيعة، يتوقع خيرها الجزيل كل رقيق الحال.
وجاء موعد صلاة الأخوية - قرب ظهر الأحد - فدق الخوري الجرس أول مرة، وطفق يصلي متمشيا تحت تلك الشميسة الناعمة، شميسة مواتية يندر وجودها في كانون، فاستبشر الخوري وعدها نعمة.
Página desconocida