تبدوا ما بأنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " (1).
وقوله تعالى: " إن بعض الظن إثم " (2) وبتحريم الحسد.
أقسام النية والتحقيق: أن ما في النفس أمور ثلاثة: الأول، الخطرات والوساوس التي لا قصد في عروضها، ولا استمرار في حصولها بل تمر على القلب من غير قدرة ولا اختيار فيه، بل مع غاية الاستنكار والاشمئزاز عنه، ولا ريب في عدم المؤاخذة به لعدم تعلق التكليف بما لا قدرة فيه، بل صرح بعض بعدم الخلاف فيه.
وفي رواية ابن أبي عمير، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله هلكت، فقال صلى الله عليه وآله : أتاك الخبيث فقال لك من خلقك؟ فقلت: الله، فقال لك:
الله من خلقه؟ فقال:: أي والذي بعثك بالحق لكان كذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ذاك والله محض الإيمان، قال ابن أبي عمير: فحدثت بذلك عبد الرحمن بن الحجاج، فقال: حدثني أبي عن أبي عبد الله عليه السلام:
إن رسول الله صلى الله عليه وآله إنما عنى بقوله ذاك " والله محض الإيمان " خوفه أن يكون هلك، حيث عرض ذلك في قلبه (3).
.
Página 54