الفصل الثاني: التعريف بالنَّظم
المبحث الأول: نسبة النظم إلى مؤلفه وتسميته له:
أولًا: نسبة النظم إلى مؤلفه: لا شك أن المؤلف قد نظم كتابَ ابنِ الصلاح؛ فقد جاء عند كل مَن ترجم له (١): أن شهاب الدين ابن الخويي له نظم "علوم الحديث" لابن الصلاح.
وقال حاجي خليفة -عند كلامه عن مقدمة ابن الصلاح-: "ونظمه: شهاب الدين محمد بن أحمد بن خليل القاضي، الخويي، المتوفَّى سنة ثلاث وتسعين وستمائة، أتمه في: أول سنة ٦٩١، في بحر الرجز، أوله: (الحمد لله الذي هدانا ... الخ) ". (٢)
ثانيًا: تسمية النظم: الظاهر أن الخويي لم يُسمِ نظمه باسم معيَّن، ومَن ترجم له لم يذكر سوى أن له نظم كتاب ابن الصلاح، وأما تسميتها بـ"أقصى الأمل والسول في علم حديث الرسول" فيبدو أنها من فعل النُّسَّاخ، فقد جاءت هذه التسمية في أوائل بعض المخطوطات، ولم أجد في المصادر "الببلوغرافية" أثرًا لتلك التسمية سوى ما ذكره بروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" (٣) أن اسمها: "أقصى الأمل والسول -ومرة قال: والشوق- في علوم حديث الرسول"، وعزاه إلى "بغية الوعاة" (٤) للسوطي، ولم يذكر السوطي لها اسمًا كما تقدم.
المبحث الثاني: عدد أبياتها وتاريخ نظمها:
بلغ عدد أبياتها بما هو لدي من مخطوطات محققة ١٦١٠ أبيات، وذكر بعض المحققين أعدادًا متفاوتة على تقديرهم (٥)، إلا أن "الفرياطي" محقق ألفية العراقي ذكرها في مقدمة التحقيق وقال: "نظم الخويي أطول من ألفية العراقي، إذ يصل فيما حسبته بنفسي إلى نحو ١٦١٦ بيتًا تقريبا". (٦)
قلت: لعله وقعت له نسخ ليست عندي، أو زاد ستة أبيات سهوًا، والله أعلم.
أما تاريخ نظمها: فقد أتمها في شهر محرم سنة إحدى وتسعين وستمائة للهجرة، كما صرح به الخويي في نهايتها إذ قال:
وإذْ نظَمْتُ ما أردتُ نَظْمَهُ ... ويَسَّرَ الله تعالى خَتْمَهُ
_________
(١) انظرعلى سبيل المثال: المقتفى للبرزالي ٢/ ٣٦٨، تاريخ الإسلام ١٥/ ٧٧١، الوافي بالوفيات ٢/ ٩٧.
(٢) كشف الظنون ٢/ ١١٦٢
(٣) تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان، ترجمة: الدكتور عبد الحليم النجار، القاهرة، دار المعارف (٦/ ٢٠٨).
(٤) بغية الوعاة ١/ ٢٣
(٥) ذكر محققا "فتح المغيث" في مقدمة التحقيق: أنها زادت على الألف والخمسمائة بيت. ١/ ١٤٠
(٦) ألفية العراقي، تحقيق: العربي الدائز الفرياطي ص ٢٣
1 / 45