Coptos y Musulmanes: desde la conquista árabe hasta 1922

Jaques Tajir d. 1371 AH
104

Coptos y Musulmanes: desde la conquista árabe hasta 1922

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

Géneros

ويقول تاريخ البطاركة: «إن فترة الانتقال والفوضى والحروب التي أعقبت طرد الفاطميين، عمل الأكراد ثانية بالقوانين الخاصة بزي الذميين ولطخت الكنائس بالوحل وكسرت الصلبان، وتدل كثرة الذين اعتنقوا الديانة الإسلامية من المسيحيين في هذا العصر على حدوث اضطهادات.».

20

ويحق لنا أن نتساءل: هل كان صلاح الدين هو ذلك القائد الذي اشتهر في الغرب بالتسامح مع رعاياه المسيحيين؟ هذا رأيهم إلى الآن؛ إذ يذكرون له ما كان يكنه من احترام لأعدائه الإفرنج، ولكنهم يعوزهم البرهان، وأخيرا أراد أحمد زكي باشا

21

أن يظهر التسامح الديني لمؤسس الدولة الأيوبية، فذكر لنا أن اليعاقبة في مصر كانوا يتجسسون لحساب صلاح الدين، ولكن هذا الدليل يعزز فقط وجهة نظرنا عن كراهية اليعاقبة لشعوب الغرب.

ولا ننسى أن صلاح الدين أصدر، في اليوم الذي عينه الخليفة العاضد وزيرا بدلا من «شيركوه»، أمرا يحرم على الذميين شغل وظائف الدولة، ولما كان صلاح الدين متدينا، فلم يحاول تحرير مبادئه، وكان يحذو في ذلك حذو أخيه الأكبر نور الدين، الذي كتب ذات يوم إلى الخليفة العباسي: «إن المسلمين حكموا خمسمائة عام ولم يسوءوا خلالها إلى النصارى في الإمبراطورية الإسلامية، ومن لم يسلم منهم يقتل، «فأجاب الخليفة: «إنك لم تفهم تماما أقوال النبي

صلى الله عليه وسلم

وأن الله لا يأمرنا أن نقتل من لم يرتكب السوء.».

22

ولا نستطيع الجزم بأن صلاح الدين كان متعصبا أو أنه كان يضطهد النصارى، غير أننا نعتقد أنه كان لا يميل إليهم بأي حال من الأحوال، وذلك رغم استخدامه لعدد من الكتاب النصارى، خصوصا وأنه لم يمنح أحدهم أي امتياز خاص.

Página desconocida