90

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Investigador

شعيب الأرناؤوط

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦

Ubicación del editor

بيروت

قَالَ وَهُوَ مُمكن أَن يُرَاد وَلَا يجْزم بإرادته على قَول أَصْحَابنَا أَنه من الْمُتَشَابه وَحكم الْمُتَشَابه انْقِطَاع معرفَة المُرَاد مِنْهُ فِي هَذِه الدَّار وَإِلَّا لَكَانَ قد علم انْتهى كَلَام ابْن الْهمام بَاب فِي ذكر الْوَجْه وَالْعين وَالْيَد وَالْيَمِين والأصابع والكف والأنامل وَالصُّورَة والساق وَالرجل والقدم وَالْجنب والحقو وَالنَّفس وَالروح وَنَحْو ذَلِك مِمَّا أضيف إِلَى الله تَعَالَى مِمَّا وَردت بِهِ الْآيَات وَالْأَحَادِيث مِمَّا يُوهم التَّشْبِيه والتجسيم تَعَالَى الله عَن ذَلِك علو كَبِيرا اعْلَم أَن الله سُبْحَانَهُ مُخَالف لجَمِيع الْحَوَادِث ذَاته لَا تشبه الذوات وَصِفَاته لَا تشبه الصِّفَات لَا يُشبههُ شَيْء من خلقه وَلَا يشبه شَيْئا من الْحَوَادِث بل هُوَ مُنْفَرد عَن جَمِيع الْمَخْلُوقَات لَيْسَ كمثله شَيْء لَا فِي ذَاته وَلَا فِي صِفَاته وَلَا فِي أَفعاله لَهُ الْوُجُود الْمُطلق فَلَا يتَقَيَّد بِزَمَان وَلَا يتخصص بمَكَان والوحدة الْمُطلقَة لقِيَامه بِنَفسِهِ واستقلاله فِي جَمِيع افعاله وكل مَا توهمه قَلْبك أَو سنح فِي مجاري فكرك أَو خطر فِي بالك من حسن أَو بهاء أَو شرف أَو ضِيَاء أَو جمال أَو شبح مماثل أَو شخص متمثل فَالله تَعَالَى بِخِلَاف ذَلِك واقرأ ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء﴾ أَلا ترى أَنه لما تجلى للجبل تدكدك لعَظيم هيبته فَكَمَا أَنه لَا يتجلى لشَيْء إِلَى اندك كَذَلِك لَا يتوهمه قلب إِلَّا هلك وَارْضَ لله بِمَا رضيه لنَفسِهِ وقف عِنْد خَبره لنَفسِهِ مُسلما مستسلما مُصدقا بِلَا

1 / 134