175

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Editor

شعيب الأرناؤوط

Editorial

مؤسسة الرسالة

Edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦

Ubicación del editor

بيروت

قَالَ فَمن ذَلِك أَن رَسُول الله ﷺ جَاءَ بِكِتَاب عَزِيز من عِنْد الله ﷿ قيل فِي صفته ﴿مَا فرطنا فِي الْكتاب من شَيْء﴾ الْأَنْعَام ٣٨ وَبَين مَا عساه يشكل مِمَّا يحْتَاج إِلَى بَيَانه بسنته كَمَا قيل ﴿لتبين للنَّاس مَا نزل إِلَيْهِم﴾ النَّحْل ٤٤ ثمَّ قَالَ بعد الْبَيَان تَركتهم عَلَيْهَا بَيْضَاء نقية فجَاء أَقوام بعده فَلم يقنعوا بتبيينه وَلم يرْضوا بطريقة أَصْحَابه فَبَحَثُوا ثمَّ انقسموا فَمنهمْ من تعرض لما تَعب الشَّرْع فِي إثْبَاته فِي الْقُلُوب فمحاه مِنْهَا فَإِن الْقُرْآن والْحَدِيث يثبتان الْإِلَه ﷿ بأوصاف تقرر وجوده فِي النُّفُوس كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش﴾ وَقَوله ﴿بل يَدَاهُ مبسوطتان﴾ الْمَائِدَة ٦٤ وَقَوله ﴿ولتصنع على عَيْني﴾ طه ٣٩ وَقَوله ﵇ ينزل الله إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا ويبسط يَده لمسيء اللَّيْل وَالنَّهَار ويضحك وكل هَذِه الْأَشْيَاء وَإِن كَانَ ظَاهرهَا يُوجب تخايل التَّشْبِيه فَالْمُرَاد مِنْهَا إِثْبَات مَوْجُود فَلَمَّا علم الشَّرْع مَا يطْرق الْقُلُوب من التوهمات عِنْد سماعهَا قطع ذَلِك بقوله ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء﴾
قَالَ ثمَّ إِن هَؤُلَاءِ الْقَوْم عَادوا إِلَى الْقُرْآن الَّذِي هُوَ المعجز

1 / 219