166

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Investigador

شعيب الأرناؤوط

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦

Ubicación del editor

بيروت

التَّوْرَاة بِيَدِهِ وَكتب كتابا فَهُوَ عِنْده فَوق الْعَرْش إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يطول ذكره فَإِذا امْتَلَأَ الْعَاميّ وَالصَّبِيّ من الْإِثْبَات وَكَاد يأنس من الْأَوْصَاف بِمَا يفهمهُ الْحس قيل لَهُ ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء﴾ فمحا من قلبه مَا نقشه وَتبقى أَلْفَاظ الْإِثْبَات متمكنة وَلِهَذَا أقرّ الشَّارِع على مثل هَذَا فَسمع منشدا يَقُول ... وَإِن الْعَرْش فَوق المَاء طَاف ... وَفَوق الْعَرْش رب العالمينا ... فَضَحِك وَقَالَ لَهُ الآخر أويضحك رَبنَا فَقَالَ نعم وَقَالَ إِنَّه على عَرْشه هَكَذَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ مثل الْقبَّة كل هَذَا ليقرر الْإِثْبَات فِي النُّفُوس وَأكْثر الْخلق لَا يعْرفُونَ من الْإِثْبَات إِلَّا بِمَا يعلمُونَ من الشَّاهِد فيقنع مِنْهُم بذلك إِلَى أَن يفهموا التَّنْزِيه وَلِهَذَا صحّح الشَّارِع إِسْلَام من اعْتصمَ من الْقَتْل بِالسُّجُود قَالَ فَأَما إِذا ابْتَدَأَ الْعَاميّ الفارغ الْقلب من فهم الْإِثْبَات فَقيل لَهُ لَيْسَ فِي السَّمَاء وَلَا على الْعَرْش وَلَا يُوصف بيد

1 / 210