104

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Investigador

شعيب الأرناؤوط

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦

Ubicación del editor

بيروت

وَقَوله ﴿ولتصنع على عَيْني﴾ أَي تربى وتغذى على مرأى مني وَكَذَا ﴿فَإنَّك بأعيننا﴾ أَي بمرأى منا وَفِي حفظنا كَقَوْلِهِم أَنْت بِعَين الله أَي فِي حفظه
وَقَالَ بَعضهم الْعين مؤولة بالبصر والإدراك بل قيل إِنَّهَا حَقِيقَة فِي ذَلِك خلافًا لتوهم بعض النَّاس أَنا مجَاز قَالَ وَإِنَّمَا الْمجَاز فِي تَسْمِيَة الْعُضْو بهَا
وَمذهب السّلف إِثْبَات ذَلِك صفة لَهُ تَعَالَى لحَدِيث البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا حِين ذكر الدَّجَّال عِنْد النَّبِي ﷺ فَقَالَ إِن الله لَا يخفى عَلَيْكُم إِن الله لَيْسَ بأعور وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنَيْهِ الحَدِيث
قَالَ الْقُرْطُبِيّ قَالَ الْعلمَاء مِنْهُم الْبَيْهَقِيّ وَفِي هَذَا نفي نقص العور عَن الله تَعَالَى وَإِثْبَات الْعين لَهُ صفة وعرفنا بقوله تَعَالَى ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء﴾ أَنَّهَا لَيست بحدقة وَأَن الْوَجْه لَيْسَ بِصُورَة وَأَنَّهَا صفة ذَات انْتهى
وَقَالَت الْحَنَابِلَة قد ورد السّمع بِإِثْبَات صفة لَهُ تَعَالَى وَهِي الْعين تجْرِي مجْرى السّمع وَالْبَصَر وَلَيْسَ المُرَاد إِثْبَات عين هِيَ حدقة ماهيتها شحمة لِأَن هَذِه الْعين من جسم مُحدث وَأما الْعين الَّتِي وصف بهَا البارئ فَهِيَ مُنَاسبَة لذاته فِي كَونهَا غير

1 / 148