140

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Editorial

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Géneros

﴿اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلّ أُنثَىَ وَمَا تَغِيضُ الأرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ، سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾. [الرعد: ٧ - ١٠]
المطلب الثالث: تنوع خطاب الرسول بما يتناسب وطباع المدعوين:
وتعطينا السُّنة صُورًا واقعية، وتصرفاتٍ عملية في مخاطبة المدعوين، بما يتناسب مع طباعهم الفطرية، وأحوالهم الخاصة.
ومن ذلك: لما رأى رسول الله ﷺ ما بأبي ذر من ضعف، نَصَحَهُ أن لا يقترب من الإمارة، وقال: «يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة ...» (١) الحديث.
ولما رأى من خالد بن الوليد ما رأى من القوة، والمكر المحمود، جعله قائدًا مقدمًا في ذلك على من هم أفضل منه كأبي بكر وعمر وغيرهما ﵃ أجمعين.
ولما أخطأ خالد ﵁ في قتل بني خزيمة، قال ﵊ على الملأ: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» (٢) ولم يعزله، رغم فعله هذا، لما رأى فيه من القوة على الأعداء، الأمر الذي يحتمل منه مثل هذا الخطأ.
ولما رأى رسول الله ﷺ من أبي بكر من القوة الإيمانية، والعدل بين الناس، والقدرة القيادية، مهّد له بالخلافة، وقدمه لها.

(١) رواه مسلم (١٨٢٥).
(٢) رواه البخاري (٤٣٣٩، ٧١٨٩).

1 / 142