111

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Editorial

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Géneros

لأنه يدل على تضجر المسلمين، وعدم تحملهم تكاليف الدعوة .. لذلك لم يستجب لهم رسول الله ﷺ طلبهم وحكم عليهم -لما طلبوا الدعاء-أنهم مستعجلون: «ولكنكم تستعجلون».
ومن أجمل ما يخط هنا -بعد أن خُط في سيرة رسول الله ﷺ العطرة- أن رهطًا من (دوس) قد أسلموا، فدعوا قومهم (دوسًا) فأبوا الإسلام، فقدموا على رسول الله ﷺ، فقالوا: إن دوسًا عصت وأبت، فادع على دوس، فقيل: هلكت دوس.
قال ﷺ: «اللهم اهد دوسًا وائت بهم». (١) فجاؤوا يستبقون إلى الإسلام». (٢)
فانظر كيف جاؤوه يطلبون الدعاء على قومهم .. فدعا لهم. فهداهم الله، فما أحوجنا -معشر الدعاة- إلى هذا الخلق.
كما حذر الله الدعاة من ردود الفعل، وسلوك مسلك الرعونة، والخفة في الاستجابة لاستفزازات المدعوين، الأمر الذي يتنافى والصبر.
فقال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنّ وَعْدَ اللهِ حَقّ وَلا يَسْتَخِفّنّكَ الّذِينَ لا يُوقِنُونَ﴾ [الروم: ٦٠]
واستفتاح الله ﷿ الآية بالصبر، فيه إشارة إلى اتخاذ الوقاية من الاستخفاف به.

(١) البخاري (٢٩٣٧)، ومسلم (٢٥٢٤).
(٢) أخرجه الدارقطني في جزء أبي طاهر (٩٦).

1 / 113