Luces de la Certeza en la Imamat de Amīr al-Mu'minīn
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
Géneros
ومن خلال الفضل في إسلامه عليه السلام أنه كان عن فطرة، وإسلام القوم عن كفر، وشتان ما بين ذلك فإن من لم يشرك بالله غيره طرفة عين، ولم يعبد سواه ليس كمن عكف على الأصنام واستقسم بالأزلام، واثبت مع الله شريكا، ومثل هذا لا يخفى على ذي بصيرة [33 -ج ] فإن قيل إن إسلامه كان إسلام الصبيان، وإسلام أبي بكر عن بصيرة، فالجواب عن ذلك أن هذا سؤال جاهل متجاهل كيف يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي أولكم سلما )) ما دحا له بذلك، وهو على ما ذكره السائل، وكيف يفتخر عليه السلام به فيقول ((سبقتكم إلى الإسلام طرا)) وهو كذلك بل لو كان إسلامه تقليدا لما صح هذا، وبعد فلو دعاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو صبي غير كامل العقل لكان هذا طعنا في نبوته إذ كان للكفاران يقولوا بدأ بامرأة وبصبي من أهل بيته لا خيرة له فكان ذلك يقدح في حاله فعلمنا أنه دعاه، وله من العقل ما يميز به بين المعجز والحيلة والتوحيد والشرك.
وقد اختلفت الرواية في سنه عليه السلام، وقت إسلامه فقيل: خمس عشرة سنة عن الحسن وقيل: اثنتي عشر سنة عن أبي الأسود الدؤلي.
قال السيد أبو طالب: وهو الأصح وقيل: احدى عشرة سنة عن شريك.
وقيل: عشر سنين عن مجاهد، وعن الصادق عليه السلام: اثنتي عشر سنة وستة أشهر، وعن غيره عشر سنين وستة أشهر.
وليس بعجيب أن يكون متقدما في العلم في مثل هذا السن، فإن الأولاد من يكمل على هذا السن، والنساء يبلغن في مثل هذا الأوان، فكيف يكون صغره طعنا على أنه لو أسلم وهو صغير لقضينا بأن الله تعالى أكمل له عقله في ذلك السن معجزة لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وكرامة لأمير المؤمنين لئلا يكون ذلك قادحا فيما تقدم ذكره، وإن كان الأولى ما تقدم لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبر أنه أول من أسلم وهو أعلم بمن يعتد بإسلامه.
Página 71