وقال عليه السلام: عندما بايع الناس لأبي بكر، الحلم خير والتقي ذين [بياض ص8]والمورد القيامة، والحجة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم -شقوا رحمكم الله متلاطمات أمواج بحار الفتن بسفن النجاة وعرجوا عن سبل المنافرة، وحطوا تيجان المفاخرة، أفلح من نهض بجناح أو استسلم فأراح، ماء أجن، ولقمة يغص أكلها ومجتنى الثمرة في غير وقت نضاجها كزارع في غير أرضه، والله لو أقول ما اعلم لتداخلت أضلاع قوم تداخل أسنان دواره الرخا وإن أسكت يقولوا جزع ابن أبي طالب من الموت هيهات هيهات، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة لعلي سر بالموت من الطفل لثدي أمه ولاكني اندمجت على مكنون علم، لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة رواه أبو الحسين أحمد بن موسى الطبري؛ ولما أنكر عليهم عمار بن ياسر رحمه الله ضربوه وأنكر سلمان الفارسي رحمه الله فوجؤا عنقه حتى خفض إلى الأرض فخرج سعد بن عبادة غاضبا إلى الشام بعد أن عوفي من مرضه الذي كان به في حال بيعتهم لأبي بكر حتى كان من أمره ما كان، وهرب بلال بن حمامة، حتى مات بالشام، والذين كرهوا بيعة أبي بكر وأنكروها غير بني هاشم فيما بلغنا من المهاجرين والأنصار هم خالد بن سعيد بن العاص، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود الكندي، وأبو بريدة الأسلمي، وعمار بن ياسر وسعد بن عبادة، وقيس بن سعد بن عبادة، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وأبو الهيثم بن التيهان، وسهيل بن حنيف، وأبي بن كعب، وأبو أيوب الأنصاري وهو خالد بن زيد صاحب منزل رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم –وقيل كان فيمن تخلف عبد الله بن مسعود وحذيفة، وتخلف علي –عليه السلام –عن البيعة ولم يروا عن أحد من بني هاشم أنه حضر السقيفة أو بايع، وهؤلاء المتخلفون هم خيار أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم.
Página 16