النهى عن مجالسة الغافلين ب11 ومن شأنه التباعد عن مجالسة أبناء الدنيا من التجار والمباشرين ونحوهم فان مجالستهم سم قاتل للمريد ، لضعفه ولكثرة غفلتهم عن الله تعالى وواشتغالهم بأمور الدنيا ، من مطعم وملبس ومنكيح ، وغير ذلك فيسرق اطبع المريد منهم محبة العلائق الدنيوية ، والمريد إنما عمله على حذف العلائق ، وإن قدر أنهم ينتفعون بالفقير ، فهو نقص له ، قال تعالى : ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ، واتبع هواه وكان أمره فرطا" اوما رأينا أحدا من المريدين خالط أبناء الدنيا إلا مات قلبه ، وعدم اليل إلى مجالس الذكر والخير ، وسهر الليالى ، ولم يصر له داعية اللى امثل ذلك ، وكان سيدى محمد الغمرى رضى الله عنه إذا رأى مريدا يكثر الجلوس على باب المسجد مع أبناه الدنيا ، يخرجه من زاويته ، ويقول إنما جعلت الزاوية للعبادة وكفه البصر عن رؤية الشهوات ، فمن جلس اعلى باب الزاوية فلا فرق بينه وبين الجالس فى السوق" ووالله إنى لاتاثر اعلى الفقير إذا رأيته قد تصرمت حباله عن مجالس الخير ، أكثر مما يتأثر اهو على فوات ذلك ، وأتكدر من جلوس الفقير على باب الزاوية لعلىى بان ذلك يشتت القلب ويميته فالله يغفر لنا ولجميع من لم يقبل من الاخوان صحنا ، انه غفور رحتم
Página desconocida